بي وكافر بالكواكب ، وكافر بي ومؤمن بالكواكب ، من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكواكب ، ومن قال : مطرنا بنوء كذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكواكب » (١).
وحرّم الشيخ (٢) رحمهالله قول ذلك مطلقا ، لهذا الحديث ، وهو محمول على ما ذكرناه ، إذ لو أطلق ذلك باعتبار جريان العادة ـ بأنّ الله يمطر في ذلك الوقت مع اعتقاد أن لا مدخل للنجم في التأثير وأنّ الله تعالى هو المؤثّر ـ فلا مانع منه ، بل قيل (٣) : لا يكره ، لوروده عن الصحابة رضياللهعنهم ، والحكم بالكفر في الخبر يدلّ على ذلك التأويل.
والنوء غيبوبة كوكب في المغرب وطلوع رقيبه من المشرق ، سمّي بذلك ، لأنّه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق ينوء نوء ، وذلك النهوض يسمّى النوء ، فسمّي النجم به.
نقل الهروي عن أبي عبيد : « أنّ الأنواء ثمانية وعشرون نجما معروفة المطالع في أزمنة السنة ، يسقط منها في كلّ ثلاث عشرة ليلة نجم في المغرب مع طلوع الفجر ، ويطلع آخر يقابله من ساعته ، وانقضاء هذه الثمانية والعشرين مع انقضاء السنة ، فكانت العرب في الجاهلية إذا سقط منها نجم وطلع آخر ينسبون كلّ غيث يكون عند ذلك إلى النجم فيقولون : مطرنا بنوء كذا » (٤).
وقال ابن الأعرابي : « لا يكون نوء حتّى يكون معه مطر » (٥).
( ولنافلة شهر رمضان ) من الخصائص ( أنّها ألف ركعة ) مفرّقة على مجموع الشهر ( في ) الليالي ( العشرين ) الأول كلّ ليلة ( عشرون ) ركعة ( ثمان بعد المغرب واثنتا عشرة بعد
__________________
(١) « صحيح البخاري » ١ : ٢٩٠ ، « موطّإ مالك » ١ : ١٩٢ ـ ٤ ، بتفاوت يسير.
(٢) « المبسوط » ١ : ١٣٥.
(٣) « سنن البيهقي » ٣ : ٥٠٠ ، « المجموع » ٥ : ٩٦.
(٤) « غريب الحديث » ١ : ٣٢٠ ، « لسان العرب » ١٤ : ٣١٦ ـ ٣١٧.
(٥) انظر : « لسان العرب » ١٤ : ٣١٦ ـ ٣١٧.