( وإنفاذ الأحكام ) فيها ، لما فيه من الجدال والتخاصم والدعاوي الباطلة المستلزمة للمعصية في المسجد المتضاعف بسببه العصيان.
وخصّه بعض (١) الأصحاب بما فيه جدل وخصومة ، وبعضهم (٢) بما لو دام لا بما يتّفق نادرا ، وبعضهم (٣) بما إذا كان الجلوس فيه لأجل ذلك لا إذا كان لأجل العبادة فاتّفقت الدعوى ، والباعث عليه ما استفاض من حكم عليّ عليهالسلام بمسجد الكوفة (٤) ، ودكّة القضاء به معروفة.
( وتعريف الضالّة إنشادا ) لها من واجدها ( ونشدانا ) من طالبها ـ بكسر أوله ـ للنهي عنه في الأخبار (٥).
وروي : أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم سمع رجلا ينشد ضالّة في المسجد فقال : « قولوا : لا ردّ الله عليك فإنّها لغير هذا بنيت » (٦).
ولو أريد وظيفة المجمع وكان في المسجد عرّفت في بابه.
( وإقامة الحدود ) ، للنهي (٧) عنه ، ولأنّها مظنّة خروج شيء من النجاسات فتصيب المسجد.
( وإنشاد الشعر ) ، لقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من سمعتموه ينشد الشعر في المساجد فقولوا له : فضّ الله فاك إنّما نصبت المساجد للقرآن » (٨).
وروي عليّ بن جعفر ، عن أخيه موسى عليهالسلام : « لا بأس بإنشاد الشعر » (٩).
قال المصنّف في الذكرى : « ليس ببعيد حمل إباحة إنشاد الشعر على ما نقل منه
__________________
(١) « جامع المقاصد » ٢ : ١٥٠ ، نقلا عن الراوندي.
(٢) « جامع المقاصد » ٢ : ١٥٠.
(٣) لم نعثر على قائله ، ونسبه بعض متأخّري المتأخّرين إلى القيل.
(٤) « الاختصاص » ٣٠٢ ، « الإرشاد » ١١٥.
(٥) « الفقيه » ٤ : ٤ ـ ١.
(٦) « الفقيه » ١ : ١٥٤ ـ ٧١٥.
(٧) « الفقيه » ١ : ١٥٤ ـ ٧١٦ ، « تهذيب الأحكام » ٣ : ٢٤٩ ـ ٦٨٢.
(٨) « الكافي » ٣ : ٣٦٩ باب بناء المساجد وما يؤخذ منها. ح ٥.
(٩) « تهذيب الأحكام » ٣ : ٢٤٩ ـ ٦٨٣.