وفي خبر آخر عنه صلىاللهعليهوآله مثله ، وزاد : « ولبس أحسن ثيابه ولم يتخطّ رقاب الناس كان كفّارة بينها وبين الجمعة » (١).
( والتعمّم شتاء وقيظا ) ، تأسّيا بالنبيّ صلىاللهعليهوآله وخلفائه.
( والتحنّك والتردّي ) وقد تقدّم (٢) الكلام فيهما. وروي (٣) أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله كان يعتمّ ويرتدي ويخرج في الجمعة والعيدين على أحسن هيئة. وليكن الرداء عدنيّا أو يمنيّا ، للتأسّي.
( والدعاء أمام التوجّه ) : « اللهمّ من تهيّأ وتعبّأ ». إلى آخره ، رواه أبو حمزة الثمالي عن الباقر (٤) عليهالسلام ، ( والسكينة ) في الأعضاء حالة الخروج إلى المسجد وفي جميع اليوم.
( والوقار ) في النفس كذلك ( والمشي ) ، تأسّيا بالنبيّ (٥) صلىاللهعليهوآله ، فإنّه لم يركب في عيد ولا جنازة قطّ ، والجمعة أولى إلّا أنّه لم ينقل فيها قول عنه صلىاللهعليهوآله ، لأنّ باب حجرته في المسجد ( إلّا لضرورة ) فيركب ، دفعا للحرج.
( والجلوس حيث ينتهي به المكان ، وأن لا يتخطّى رقاب الناس ) سواء كان قبل خروج الإمام أم بعده وسواء كان له موضع معتاد أم لا ، لما تقدّم ، ولقوله صلىاللهعليهوآله لمن تخطّى رقاب الناس : « آذيت وآنيت » (٦) ، أي أبطأت ( إلّا الإمام ) فلا يكره له التخطّي ، لتوقّف التقدّم إلى الصلاة عليه ( أو مع خلوّ الصفّ الأول ) فإنّه لا يكره لغير الإمام التقدّم إليه لإتمامه ، لأنّ الناس قصّروا حيث لم يتمّوه. وكذا القول في غير الصفّ الأوّل.
__________________
(١) « كنز العمال » ٧ : ٧٥١ ـ ٢١٢٣٠.
(٢) في مبحث سنن الستر ، الصفحة : ٩٤.
(٣) « سنن البيهقي » ٣ : ٢٤٦ ـ ٢٤٧.
(٤) « تهذيب الأحكام » ٣ : ١٤٢ ـ ٣١٦.
(٥) « سنن ابن ماجة » ١ : ٤١١ ـ ١٢٩٤ ، ولفظه : « كان يخرج إلى العيد ماشيا ، ويرجع ماشيا ». ونقله المحقّق في « المعتبر » ٢ : ٣١٧.
(٦) « سنن البيهقي » ٣ : ٢٣١ باب لا يتخطّى رقاب الناس ، « سنن ابن ماجة » ١ : ٣٥٤ ـ ١١١٥ باب ما جاء في النهي عن تخطّي الناس يوم الجمعة.