مع أنّها كافية في مدارك السنن كنظائرها المذكورة هنا ، لنفي الشيخ في الخلاف استحباب إيصال الماء إلى داخل العينين ، محتجّا بالإجماع (١) ، مع أنّه لا منافاة بين فتح العين وعدم إدخال الماء إليها.
( والدعاء عند الأفعال ) بما روي عن عليّ عليهالسلام وقال لولده محمد : « إنّ من قال ذلك خلق الله من كلّ قطرة ملكا يقدّسه ويسبّحه ويكبّره ويهلّله ، فيكتب له ثواب ذلك إلى يوم القيامة » (٢).
وفي بعض ألفاظ الدعاء اختلاف في الروايات (٣) ، والمصنّف رحمهالله اختار منها ما استوضح طريقه.
( فعند المضمضة : اللهمّ لقّنّي حجّتي يوم ألقاك وأطلق لساني بذكراك ) وفي رواية الكافي : « اللهمّ أنطق لساني بذكرك واجعلني ممّن ترضى عنه » (٤) ، والذكرى والذكر واحد تقول : ذكرت ذكرا وذكري ، واختيارها ـ هنا ـ عليه أوفق لو زان الفقرة.
( وعند الاستنشاق : اللهمّ لا تحرمني طيّبات الجنان واجعلني ممّن يشمّ ) بفتح الشين ـ أصلها يشمم ـ بسكونها ففتح الميم ـ نقلت حركة الميم إليها وأدغمت ، والماضي منه شمم ـ بكسر الميم.
( روحها ) بفتح الراء ـ وهو نسيم الريح الطيّبة ( وريحها ) أي رائحتها ، قال الجوهري : « تقول : وجدت ريح الشيء ورائحته » (٥).
ويحتمل أن يريد بها هواها ، من عطف العامّ على الخاصّ ، لكن الأول أثبت.
( وريحانها ) وهو نباتها المخصوص ذو الرائحة الطيّبة.
وفي رواية الكافي : « اللهمّ لا تحرّم عليّ ريح الجنّة واجعلني ممّن يشمّ ريحها وطيبها
__________________
(١) « الخلاف » ١ : ٨٥ ، المسألة : ٣٥.
(٢) « الكافي » ٣ : ٧٠ ـ ٧١ باب النوادر. ح ٦.
(٣) « تهذيب الأحكام » ١ : ٥٤ ـ ١٥٣.
(٤) « الكافي » ٣ : ٧٠ باب النوادر ، ح ٦ ، باختلاف يسير.
(٥) « الصحاح » ١ : ٣٦٨ « روح ».