الصلوات المباركات ) أنّه قال : ( الصلاة لها أربعة آلاف باب (١) ، ووفّق الله سبحانه لإملاء الرسالة الألفية في الواجبات ) المتعلّقة بالصلوات الواجبة ، المشتملة على ألف واجب للصلوات الخمس تقريبا ، متقدّمة ومقارنة ومنافية ، ( ألحقت بها بيان المستحبّات ) وأفردت منها ما يزيد على ثلاثة آلاف مقارنة ـ كما ستقف عليه إن شاء الله تعالى ـ وإنّما فعلت ذلك ( تيمّنا بالعدد ) المذكور في الخبرين ( تقريبا وإن كان المعدود ) في الخبرين ( لم يقع في الخلد ) بالتحريك ـ وهو البال والقلب ( تحقيقا ) ، إذ لا يعلم أنّ المراد بالأبواب والحدود ما ذكره ، بل يحتمل أن يريد بها ما ذكر أو بعضه مع شيء آخر أو غيره ، ( فتمّت الأربعة ) آلاف في الرسالتين ( من نفس المقارنات ) كما سيرد عليك مفصّلا إن شاء الله تعالى.
( وأضفت إليها سائر ) أي باقي ( المتعلّقات ) ، تتميما للرسالتين وتحقيقا للمقامين وإن استغني عنه في تحصيل العدد المطلوب ( والله حسبي ) أي محسبي وكافيّ ( في جميع الحالات.
( وهي ) أي الرسالة ـ التي يريد تأليفها ـ المعلومة من سياق الكلام ، وإن لم يتقدّم لها ذكر ( مرتّبة ترتيب ) الرسالة ( القادمة ) : الألفية.
والترتيب : جعل الشيء في مرتبته ، كما يظهر لك في ترتيب الرسالتين ، حيث قدّم المقدّمات ، ووسّط المقارنات ، وأخّر المنافيات ، وابتدأ باليومية المقصودة بالذات ، وأتبعها باقي الصلوات ، ونحو ذلك من الملاحظات التي رتّبها ( على مقدّمة ) بكسر الدال ـ من قدّم بمعنى تقدّم ، أو ـ فتحها ـ لاستحقاقها أن تقدّم.
والمراد بها هنا : طائفة من الكلام تتقدّم على المقصود بالذات لمعنى أوجب سبقها كمقدّمة الجيش للجماعة المتقدّمة منه ، ومن هنا يظهر أنّ الكسر أجود.
( وفصول ثلاثة ) جمع فصل ، وهو لغة (٢) : الحاجز ، واصطلاحا (٣) : ما جمع المسائل المتحدة جنسا المختلفة نوعا بحسب اعتبار المعتبر ، ومن ثمّ اختلف تعبير المصنّفين
__________________
(١) « تهذيب الأحكام » ٢ : ٢٤٢ ـ ٩٥٧.
(٢) « القاموس المحيط » ٤ : ٣٠ ، « لسان العرب » ١٠ : ٢٧٣ ، « فصل ».
(٣) انظر : « شرح الألفية » ضمن « رسائل المحقّق الكركي » ٣ : ١٦٧.