.................................................................................................
______________________________________________________
إدريس (١) واختاره المصنف (٢) والعلامة (٣).
ذكر العارية
قال في الصحاح : العاريّة بالتشديد ، كأنّها منسوب إلى العار ، لأنّ طلبها عار (٤). وقيل : منسوب الى العارة ، وهو اسم ، من قولك : أعرت المتاع إعارة وعارة ، والإعارة المصدر. وقيل : اشتقاقها من عار يعير إذا ذهب وجاء ، فسمّيت عارة لتحويلها من يد إلى يد. وذكر الخطابي أنّ اللغة الغالبة التشديد ، وقد يخفف.
وفي الشرع : هي عبارة عن إباحة الانتفاع بالعين ، ثمَّ استردادها ، ويسمّى مالك المنفعة المعير والمستبيح والمستعير ، والعين المنتفع بها المستعار.
والأصل فيها الكتاب والسنة والإجماع.
أمّا الكتاب : فقوله تعالى «وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى» (٥) والعارية إباحة الانتفاع لمن هو محتاج ، فكان إعانة. وقوله تعالى «الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ» (٦) قال ابن عباس : الماعون العواري (٧) وعن ابن مسعود : الماعون العواري من الدلو والقدر والميزان (٨).
__________________
(١) السرائر : باب الوديعة ص ٢٦٣ س ٢٩ قال : وإذا ثبت التفريط واختلفا في قيمة الوديعة ولا بينة فالقول قول المودع إلخ.
(٢) لاحظ عبارة المختصر النافع.
(٣) المختلف : في الوديعة ص ١٦٦ س ٢١ قال : مسألة لو اختلفا في القيمة بعد ثبوت التفريط فالقول قول الودعي إلخ.
(٤) الصحاح : مادة عور.
(٥) المائدة : ٢.
(٦) الماعون : ٧.
(٧) الدر المنثور : ج ٨ في تفسير سورة الماعون ص ٦٤٤ عن ابن عباس قال : عارية متاع البيت ، وفيه أيضا قال : ومنهم من قال : يمنعون العارية.
(٨) الدر المنثور : ج ٨ ص ٦٤٣ وفيه روايات آخر عنه ، ورواه في مجمع البيان في تفسيره لسورة الماعون