.................................................................................................
______________________________________________________
النقرة التي بين وركيه (١) ، وذلك لكي تكون المرأة تبعا للرجل ، فأقبلت تتحرك فانتبه لتحركها ، فلما انتبه نوديت أن تنحى عنه ، فلما نظر إليها ، نظر إلى خلق حسن شبه صورته غير أنها أنثى ، فكلّمها فكلّمته بلغته ، فقال لها : من أنت؟ قالت : خلق خلقني الله كما ترى ، فقال آدم عليه السّلام عند ذلك : يا ربّ ما هذا الخلق الحسن الذي قد آنسني قربه والنظر اليه؟ فقال الله تبارك وتعالى : يا آدم هذه أمتي حواء ، أفتحب أن تكون معك تؤنسك وتحدّثك وتكون تبعا لأمرك؟ فقال : نعم يا رب ولك عليّ بذلك الحمد والشكر ما بقيت ، فقال له عزّ وجلّ : فاخطبها إلي فإنّها أمتي ، وقد تصلح لك أيضا زوجه ، وألقى الله عزّ وجلّ عليه الشهوة ، وقد علّمه قبل ذلك المعرفة بكل شيء ، فقال : يا ربّ فإنّى أخطبها إليك فما رضاك لذلك؟ فقال عزّ وجلّ : رضاي أن تعلّمها معالم ديني ، فقال : ذلك لك عليّ يا ربّ إن شئت ذلك لي ، فقال عزّ وجلّ ، وقد شئت ذلك ، وقد زوّجتكها فضمها إليك ، فقال لها آدم عليه السّلام : إلىّ فأقبلي ، فقالت له : بل أنت فأقبل الىّ ، فأمر الله عزّ وجلّ آدم أن يقوم إليها ، ولو لا ذلك لكان النساءهنّ يذهبن إلى الرجال حتى يخطبن على أنفسهن ، فهذه قصة حواء صلوات الله عليها (٢) (٣).
المقدمة الثالثة : في الترغيب في النكاح والحثّ عليه :
قال الله تعالى «فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ» (٤) وقال تعالى : «وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ
__________________
(١) النقرة بالضم حفرة صغيرة في الأرض ، والورك بالفتح والكسر ، وككتف فوق الفخذ (مجمع البحرين لغة (نقرة) و (ورك).
(٢) لما كان بين النسخة المعتمدة وبين من لا يحضره الفقيه اختلاف في بعض الكلمات ، جعلت الأصل هو الفقيه.
(٣) من لا يحضره الفقيه : ج ٣ (٩٩) باب بدء النكاح وأصله ص ٢٣٩ الحديث ١.
(٤) النساء : ٣.