.................................................................................................
______________________________________________________
ما أملك رقبة غيرها ، وضربت صفحة رقبتي ، قال : فصم شهرين متتابعين ، قال : وهل أصبت ما أصبت الا من الصيام؟ قال : فأطعم وسقا من تمر بين ستين مسكينا ، قلت : والذي بعثك بالحق لقد بتنا وحشين (١) ما لنا طعام ، قال : فانطلق الى صاحب صدقة بني زريق فليدفعها إليك فأطعم ستين مسكينا وسقا من تمر ، وكل أنت وعيالك بقيتها ، فرجعت إلى قومي فقلت : وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي ، ووجدت عند النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم السعة وحسن الرأي ، وقد أمر لي بصدقتكم (٢).
ومن طريق الخاصة : روى الصدوق عن محمّد بن أبي عمير ، عن ابان وغيره عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : كان رجل على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله يقال له : أوس بن الصامت ، وكانت تحته امرأة يقال لها خولة بنت المنذر ، فقال لها ذات يوم : أنت على كظهر أمي ، ثمَّ ندم من ساعته ، وقال لها : أيتها المرأة ما أظنك الا وقد حرمت على ، فجاءت إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله فقالت : يا رسول الله ان زوجي قال لي : أنت على كظهر أمي ، وكان هذا القول فيما مضى تحرم المرأة على زوجها ، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وآله أيتها المرأة ما أظنك إلا حرمت عليه ، فرفعت المرأة يدها الى السماء فقالت : أشكو الى الله فراق زوجي ، فأنزل الله عزّ وجلّ يا محمّد (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ) الآيات (٣).
واما الإجماع : فمن سائر المسلمين ثبوت الظهار حكما من احكام الشرع.
__________________
(١) وفيه (لقد بتنا وحشين ما لنا طعام) يقال : رجل وحش بالسكون من قوم أو حاش ، إذا كان جائعا لا طعام له ، وقد أوحش ، إذا جاع (النهاية لغة وحش).
(٢) سنن أبي داود : ج ٢ باب في الظهار ص ٢٦٥ الحديث ٢٢١٣.
(٣) من لا يحضره الفقيه : ج ٣ (١٧١) باب الظهار ص ٣٤٠ الحديث ٤.