.................................................................................................
______________________________________________________
وأما السنة : فروت خولة بنت مالك بن ثعلبة ، قالت : تظاهر مني زوجي أوس بن الصامت فأتيت النبيّ صلّى الله عليه وآله فشكوت اليه ذلك ، فجعل رسول الله يجادلني عن زوجي أوس ويقول : اتقى الله فإنه ابن عمك ، فما برحت حتى نزل قوله تعالى (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ) (١) الى آخر الآيات ، فقال النبي صلّى الله عليه وآله : يعتق رقبة ، فقلت : لا يجد فقال : تصوم شهرين متتابعين ، فقلت : انه شيخ كبير ما به من صيام ، فقال : تطعم ستين مسكينا ، فقلت : ما له شيء ، فأتى بعرق (٢) من تمر ، فقلت : اضم اليه عرقا أخر وأتصدق به عنه ، فقال : أحسنت ، تصدق به على ستين مسكينا وارجعي إلى ابن عمك (٣).
وروى سليمان بن بشار عن سلمة بن صخر قال : كنت رجلا أصيب من النساء ما لا يصيب غيري ، فلما دخل شهر رمضان خفت ان أصيب من امرأتي شيئا يتابع (٤) بي حتى أصبح ، فظاهرت منها حتى ينسلخ شهر رمضان ، فبينا هي تخدمني ذات ليلة إذ تكشف لي منها شيء ، فلم ألبث ان نزوت عليها ، فلما أصبحت خرجت إلى قومي فأخبرهم الخبر وقلت : امشوا معي إلى رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم قالوا : لا والله ، فانطلقت إلى النبي صلّى الله عليه (وآله) وسلّم فأخبرته ، فقال : أنت بذاك يا سلمة؟ قلت : انا بذاك يا رسول الله ، مرتين ، وانا صابر لأمر الله فاحكم فيّ ما أراك الله ، قال : حرر رقبة ، قلت والذي بعثك بالحق
__________________
(١) المجادلة : ١.
(٢) في حديث المظاهر : انه اتى بعرق من تمر ، هو زنبيل منسوج من نسائج الخوص (النهاية لغة عرق).
(٣) سنن أبي داود : ج ٢ ص ٢٦٦ الحديث ٢٢١٤.
(٤) أي يلازمنى فلا استطيع الفكاك منه (هكذا في هامش السنن).