.................................................................................................
______________________________________________________
وفائدة المسابقة والمراماة ، هو بعث العزم على القتال ، والهداية لممارسة النضال (١).
والأصل فيه : الكتاب ، والسنّة ، والإجماع.
أمّا الكتاب : فقوله تعالى «وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ» (٢) وفي المسابقة «قالُوا يا أَبانا إِنّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا» (٣) فأخبر بالمسابقة. ووجه الدلالة انه تعالى أمر بإعداد الرمي ورباط الخيل ، والإعداد انما يكون بالتعليم ، وأتمّ ذلك بالمسابقة ، ليكدّ كل واحد نفسه في بلوغ الغاية والحذق فيه.
وأما السنّة : فروى ابن أبي ذويب عن نافع بن أبي نافع عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : لا سبق إلّا في نصل أو خف أو حافر (٤) وروى (لا سبق) بسكون الباء وتحريكها (٥) وروى أبو لبيد قال : سألت أنس بن مالك هل كنتم تراهنون على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله؟ فقال : نعم ، راهن رسول الله صلّى الله عليه وآله على فرس له ، فسبق ، فسرّ بذلك وأعجبه (٦) وروى الزهري عن سعيد بن المسيب قال : كان لرسول الله صلّى الله عليه وآله ناقة يقال لها العضباء (٧) ، إذا تسابقنا سبقت ، فجاء أعرابي على بكر (٨) فسبقها ، فاغتم
__________________
(١) أصل المناضلة المراماة ، يقال : ناضله إذا راماه مجمع البحرين لغة نضل.
(٢) الأنفال : ٦٠.
(٣) يوسف : ١٧.
(٤) سنن ابي داود : ج ٣ ، كتاب الجهاد ، باب السبق ، الحديث ٢٥٧٤.
(٥) السبق بفتح الباء : ما يجعل من المال رهنا على المسابقة ، وبالسكون مصدر سبقت أسبق سبقا ـ النهاية لابن الأثير.
(٦) مسند احمد بن حنبل : ج ٣ ص ١٦٠ و ٢٥٦.
(٧) كان اسم ناقته العصباء ، هو علم لها من قولهم ناقة عضباء اى مشقوقة الاذن ولم تكن مشقوقة الاذن ـ النهاية لابن الأثير.
(٨) البكر بالفتح : الفتيّ من الإبل ، بمنزلة الغلام من الناس ، والأنثى بكرة ـ النهاية : ج ١ ص ١٤٩