وفي العيون عن الصادق عليهالسلام أنّه سأل عن بعض أهل مجلسه ، فقيل :عليل ، فقصده فجلس عند رأسه فوجده دنفا ، فقال : «أحسن ظنّك بالله» (١).
وعن أمالي أبي علي ابن الشيخ مسندا عن أنس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :«لا يموتنّ أحدكم حتى يحسن ظنّه بالله عزوجل ، فإنّ حسن الظنّ بالله ثمن الجنّة» (٢) أعاننا الله على الاستعداد للموت قبل حلول الفوت ، فإنّه من أعظم الآداب في هذا الباب ، والله هو الموفّق والمعين.
(الأوّل) من الأحكام الخمسة : (في الاحتضار) أعاننا الله عليه وجميع المؤمنين بمحمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
(ويجب فيه توجيه) المحتضر في آخر أزمنة حياته ـ أي عند زهاق الروح وحدوث الموت ـ إلى القبلة بأن يكون (الميّت) حين حدوث موته متوجّها (إلى القبلة) كما هو المشهور بين الأصحاب على ما في المدارك (٣) ، وعن الذكرى والروضة أيضا دعوى الشهرة عليه (٤) ، وعن غير واحد نسبته إلى الأشهر.
وكيفيّته (بأن يلقى على ظهره ويجعل وجهه وباطن رجليه إلى القبلة) بحيث لو جلس لجلس مستقبلا بلا خلاف فيه ظاهرا ، كما يدلّ عليه الأخبار الآتية الواردة في كيفيّة الاستقبال ، مضافا إلى استقرار السيرة عليه.
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٣ / ٧ ، الوسائل ، الباب ٣١ من أبواب الاحتضار ، الحديث ١.
(٢) أمالي الطوسي : ٣٧٩ ـ ٣٨٠ / ٨١٤ ، الوسائل ، الباب ٣١ من أبواب الاحتضار ، الحديث ٢.
(٣) مدارك الأحكام ٢ : ٥٢.
(٤) الحاكي عنهما هو صاحب الجواهر فيها ٤ : ٩ ، وانظر : الذكرى ١ : ٢٩٥ ، والروضة البهيّة ١ : ٣٩٩.