كما يدلّ عليه ما رواه عمر بن واقد عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام في حديث أنّه قال : «إذا حملت إلى المقبرة المعروفة بمقابر قريش فالحدوني بها ، ولا ترفعوا قبري فوق أربع أصابع مفرّجات» (١).
لكن قد ينافيه خبر إبراهيم بن عليّ عن جعفر عن أبيه «أنّ قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله رفع شبرا من الأرض» (٢).
وخبر أبي البختري ـ المرويّ عن قرب الإسناد ـ عن جعفر عن أبيه عن عليّ عليهالسلام «أنّ قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله رفع من الأرض قدر شبر وأربع أصابع» (٣).
إلّا أنّهما معارضتان برواية عقبة بن بشير ، المتقدّمة (٤) ، مع إمكان مدخليّة الخصوصيّة في ذلك ، فالأولى هو الاقتصار على الأربع أصابع مضمومة أو مفرّجة ، والله العالم.
(و) منها : أن (يربّع) القبر ، كما يدلّ عليه جملة من الأخبار التي تقدّم بعضها.
وفي الجواهر : أنّ المراد بالتربيع هنا خلاف التدوير والتسديس ما كانت له زوايا قائمة ، لا المربّع المتساوي الأضلاع ، قيل : لتعطيل كثير من الأرض ، وعدم كونه معهودا في الزمن السالف ، كما نرى فيما بقي آثارها من القبور ، وعن بعضهم أنّ المراد بالتربيع خلاف التسنيم ، وربما استظهر ذلك من التذكرة ، ولا ريب في
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٠٣ ـ ١٠٤ / ٦ ، الوسائل ، الباب ٣١ من أبواب الدفن ، الحديث ١١.
(٢) التهذيب ١ : ٤٦٩ / ١٥٣٨ ، الوسائل ، الباب ٣١ من أبواب الدفن ، الحديث ٨.
(٣) قرب الإسناد : ١٥٥ / ٥٦٨ ، الوسائل ، الباب ٣١ من أبواب الدفن ، الحديث ١٠.
(٤) في ص ٤١٠.