وما أبعد ما بينه وبين ما حكي (١) عن بعض من القول بحصول الثواب مع عدم النيّة ما لم ينو عدمها ، لظواهر الأخبار الدالّة عليه ، بل نسب إلى الأردبيلي القول به ولو مع نيّة العدم (٢).
وقد أشرنا إلى ضعفه بما أومأنا إليه من توقّف استحقاق الثواب عقلا على الإطاعة التي لا تتحقّق إلّا بالقصد.
اللهمّ إلّا أن يوجّه ذلك بإرادة التفضّل من الثواب ، لا جزاء العمل ، فيمكن الالتزام به بعد مساعدة الدليل بأن يقال : إنّه يفهم من الأدلّة أنّ هذا العمل بنفسه كإغاثة الملهوف ونحوها من الأمور التي لها آثار ذاتيّة يحدث بها صفة كمال في الإنسان ، فيتقرّب بها إلى الله جلّ جلاله بخاصّيّة العمل ، ويستحقّ بكماله الفوز إلى الدرجات الرفيعة ، كما أنّه ربما نلتزم بذلك بالنسبة إلى جملة من الأعمال الحسنة المؤثّرة من حيث هي في تهذيب النفس وكمالها ، والله العالم.
(ويجب) لدى الاختيار (أن يكفّن) الميّت (في ثلاثة أقطاع) لا أقلّ بلا خلاف على الظاهر عدا ما حكي عن سلّار ، فاجتزأ بثوب واحد (٣).
وهو ضعيف محجوج بمخالفته للإجماع ـ المحكيّ (٤) عن الخلاف والغنية وغير هما ، بل في الجواهر : دعوى استفاضة نقل الإجماع على خلافه أو تواتره (٥) ـ والأخبار المستفيضة بل المتواترة.
__________________
(١) كما في كتاب الطهارة ـ للشيخ الأنصاري ـ : ٢٩٦ ، وانظر : مجمع الفائدة والبرهان ١ : ١٩٦.
(٢) كما في كتاب الطهارة ـ للشيخ الأنصاري ـ : ٢٩٦ ، وانظر : مجمع الفائدة والبرهان ١ : ١٩٦.
(٣) حكاه عنه صاحب الجواهر فيها ٤ : ١٥٩ ، وانظر : المراسم : ٤٧.
(٤) الحاكي هو صاحب الجواهر فيها ٤ : ١٦٠ ، وانظر : الخلاف ١ : ٧٠١ ـ ٧٠٢ ، المسألة ٤٩١ ، والغنية : ١٠٢ ، والذكرى ١ : ٣٥٣.
(٥) جواهر الكلام ٤ : ١٥٩.