بكفّيه وقال : «لا تطرح عليه التراب ومن كأنه منه ذا رحم فلا يطرح عليه التراب ، فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله نهى أن يطرح الوالد أو ذو رحم على ميّته التراب» فقلنا : يا ابن رسول الله أتنهانا عن هذا وحده؟ فقال : «أنهاكم أن تطرحوا التراب على ذوي أرحامكم ، فإنّ ذلك يورث القسوة في القلب ، ومن قسا قلبه بعد من ربّه» (١).
(و) يكره (تجصيص القبور) والبناء عليها وتطيينها ، كما يدلّ عليه رواية عليّ بن جعفر ، قال : سألت أبا الحسن موسى عليهالسلام عن البناء على القبر والجلوس عليه هل يصلح؟ قال : «لا يصلح البناء عليه ولا الجلوس ولا تجصيصه ولا تطيينه» (٢).
ولا يبعد أن يكون المراد بتطيينه تطيينه من غير طينه ، كما يدلّ عليه رواية السكوني عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «لا تطيّنوا القبر من غير طينه» (٣).
وروايته الأخرى عن أبي عبد الله عليهالسلام أيضا «أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله نهى أن يزاد على القبر تراب لم يخرج منه» (٤).
ويدلّ على كراهة التجصيص أيضا خبر الحسين بن زيد عن الصادق عليهالسلام عن آبائه عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآله في حديث المناهي أنّه «نهى أن تجصّص
__________________
(١) الكافي ٣ : ١٩٩ / ٥ ، التهذيب ١ : ٣١٩ / ٩٢٨ ، الوسائل ، الباب ٣٠ من أبواب الدفن ، الحديث ١.
(٢) التهذيب ١ : ٤٦١ / ١٠٥٣ ، الإستبصار ١ : ٢١٧ / ٧٦٧ ، الوسائل ، الباب ٤٤ من أبواب الدفن ، الحديث ١.
(٣) الكافي ٣ : ٢٠١ / ١ ، التهذيب ١ : ٤٦٠ / ١٤٩٩ ، الوسائل ، الباب ٣٦ من أبواب الدفن ، الحديث ٢.
(٤) الكافي ٣ : ٢٠٢ / ٤ ، التهذيب ١ : ٤٦٠ ـ ٤٦١ / ١٥٠٠ ، الوسائل ، الباب ٣٦ من أبواب الدفن ، الحديث ١.