فمنها : أنّه يستحبّ للمريض احتساب المرض والصبر عليه ، بل ينبغي أن يشكر الله على ما أنعم به عليه لمرضه من الثواب وتكفير الذنوب.
ففي جملة من الأخبار «إنّ الله تعالى يأمر الملك الموكّل بالمؤمن إذا مرض أن يكتب له ما كان يكتب في صحّته» (١).
وقد روي أنّ «حمّى ليلة تعدل عبادة سنة ، وحمّى ليلتين تعدل عبادة سنتين ، وحمّى ثلاث ليال تعدل عبادة سبعين سنة» (٢).
وروي عن أبي عبد الله عليهالسلام عن آبائه عليهمالسلام في وصيّة النبيّ صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام ، قال : «يا علي أنين المؤمن تسبيح ، وصياحه تهليل ، ونومه على الفراش عبادة ، وتقلّبه من جنب إلى جنب جهاد في سبيل الله ، فإن عوفي مشى في الناس وما عليه من ذنب» (٣).
وفي بعض الروايات أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : «عجبت للمؤمن وجزعه من السقم ، ولو يعلم ما له في السقم من الثواب لأحبّ أن لا يزال سقيما حتى يلقى ربّه عزوجل» (٤).
ويستحبّ له كتم المرض وترك الشكوى منه.
فعن بشير الدهّان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «قال الله عزوجل : أيّما عبد ابتليته ببليّة فكتم ذلك عوّاده ثلاثا أبدلته لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه و
__________________
(١) الكافي ٣ : ١١٣ / ١ ـ ٣ ، و ١١٤ / ٧ ، ثواب الأعمال : ٢٣٠ (باب ثواب المريض) الحديث ١ و ٢ ، أمالي الطوسي : ٣٨٤ / ٨٣٢ ـ ٨٣ ، الوسائل ، الباب ١ من أبواب الاحتضار ، الأحاديث ١ و ٢ و ٧ و ٨ و ١٧ و ١٨ و ٢٤.
(٢) الكافي ٣ : ١١٤ / ٩ ، الوسائل ، الباب ١ من أبواب الاحتضار ، الحديث ١.
(٣) الفقيه ٤ : ٢٦٣ / ٨٢٤ ، الوسائل ، الباب ١ من أبواب الاحتضار ، الحديث ١١.
(٤) أمالي الصدوق : ٤٠٥ / ١٤ ، الوسائل ، الباب ١ من أبواب الاحتضار ، الحديث ١٩.