بشرا خيرا من بشره ، فإن أبقيته أبقيته ولا ذنب له ، وإن مات مات إلى رحمتي» (١).
وعن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله (٢) عليهالسلام ما هو بمضمونه.
وعن العزرمي عن أبيه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «من اشتكى ليلة فقبلها بقبولها وأدّى إلى الله شكرها كانت كعبادة ستّين سنة» قال أبي : فقلت له : ما قبولها؟ قال : «يصبر عليها ولا يخبر بما كان فيها ، فإذا أصبح حمد الله على ما كان» (٣).
وقد ورد الحثّ على ترك الشكوى إلى غير الله تعالى في كثير من الأخبار : ففي حديث المناهي ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «من مرض يوما وليلة فلم يشك عوّاده بعثه الله يوم القيامة مع خليله إبراهيم خليل الرحمن حتى يجوز الصراط كالبرق اللامع» (٤).
وليعلم أنّه ليس مطلق إظهار المرض والإخبار عمّا هو الواقع شكاية وإن كان الأفضل كتمانه رأسا ، كما يدلّ عليه الأخبار المتقدّمة وغيرها ، إلّا أنّ الشكاية عن المرض أمر آخر وراء ذلك ، كما يدلّ عليه رواية جميل بن صالح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سئل عن حدّ الشكاة للمريض ، فقال : «إنّ الرجل يقول : حممت اليوم وسهرت البارحة ، وقد صدق ، وليس هذا شكاة ، وإنّما الشكوى أن يقول : لقد ابتليت بما لم يبتل به أحد ، ويقول : لقد أصابني ما لم يصب أحدا ،
__________________
(١) الكافي ٣ : ١١٥ / ٣ ، الوسائل ، الباب ٣ من أبواب الاحتضار ، الحديث ١.
(٢) الكافي ٣ : ١١٦ / ٦ ، الوسائل ، الباب ٣ من أبواب الاحتضار ، الحديث ٣.
(٣) الكافي ٣ : ١١٦ / ٥ ، الوسائل ، الباب ٣ من أبواب الاحتضار ، الحديث ٢.
(٤) الفقيه ٤ : ٩ ـ ١٠ ، الوسائل ، الباب ٣ من أبواب الاحتضار ، الحديث ٨.