شرعا بمن كان حقيقا لهذا النحو من التعظيم لا بالنسبة إلى سائر الناس ممّن لا يستحقّ هذا النحو من التعظيم لا عرفا ولا شرعا ، بل ربما يعدّ في نظر أصل العرف وضع السراج في بيت أغلب الأشخاص الذين لا يعدّون لديهم من العظماء الذين يستحسن لهم هذا النحو من الاحترام سفها وسرفا محضا.
وكيف كان فلا يمكن استفادة استحباب وضع السراج في بيت الميّت مطلقا فضلا عمّا نحن فيه من مثل هذا الفعل ، فإن كان ولا بدّ من التأسّي بالأئمّة عليهمالسلام فليتأسّ بهم في فعلهم بالنسبة إلى سائر من مات في بيتهم ، مع أنّه لم يعهد عنهم وضع السراج في بيت سائر موتاهم ، فيفهم من ذلك اختصاص رجحانه في حقّ من كان بقاء رسمه محبوبا عند الله تعالى ، ولا يبعد أن يكون نوّابهم الكرام ـ أعني علماءنا الأعلام رضوان الله عليهم ـ منهم ، والله العالم.
(و) يستحبّ أيضا أن يكون عنده حال الاحتضار وكذا بعد الموت (من يقرأ القرآن) للتبرّك ، واستدفاع الكرب والعذاب.
قال في محكيّ الذكرى : ويستحبّ قراءة القرآن بعد خروج روحه كما يستحبّ قبله استدفاعا عنه (١). انتهى.
لكن لم يصل إلينا من الأخبار ما يدلّ على استحباب قراءة مطلق القرآن في شيء من الموردين بعنوانهما المخصوص بهما.
نعم ، روي الأمر بقراءة القرآن في الجملة حال النزع.
ففي كشف اللثام بعد الحكم باستحباب قراءة القرآن عنده قبل الموت وبعده قال : روي أنّه يقرأ عند النازع آية الكرسي وآيتان بعدها ثمّ آية السخرة
__________________
(١) حكاه عنه البحراني في الحدائق الناضرة ٣ : ٣٦٩ ، وانظر : الذكرى ١ : ٢٩٧.