الخروج من عهدة الحقّ بتفريغ الذمّة عند القدرة وتنجّز التكليف بالأداء.
نعم ، لو علم من عليه الحقّ بأنّه يموت قبل الخروج من عهدته وأنّه إن ترك الوصيّة يضيع الحقّ ولا يخرج وارثه من عهدته ، لاتّجه القول بوجوبها حينئذ.
وكيف كان فعن بعض القول بوجوبها مطلقا على كلّ مسلم (١) ، لعموم قوله عليهالسلام : «الوصيّة حقّ على كلّ مسلم» (٢).
وفيه : أنّه لا يفهم من ذلك أزيد من الاستحباب ، بل ظاهر أخبارها ليس إلّا الاستحباب خصوصا رواية محمد بن مسلم ، المتقدّمة (٣).
وينبغي له أن يوصي بشيء من ماله في أبواب الخير.
ففي رواية أبي حمزة عن بعض الأئمّة عليهمالسلام ، قال : «إنّ الله تبارك وتعالى يقول : ابن آدم تطوّلت عليك بثلاثة : سترت عليك ما لو يعلم به أهلك ما واروك ، وأوسعت عليك فاستقرضت منك فلم تقدّم خيرا ، وجعلت لك نظرة عند موتك في ثلثك فلم تقدّم خيرا» (٤).
ورواية السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهماالسلام قال : «قال علي عليهالسلام :من أوصى فلم يحف ولم يضارّ كان كمن تصدّق به في حياته» (٥).
وينبغي للمريض أن يكون عند موته حسن الظنّ بربّه ، فإنّه تعالى أرحم الراحمين ، وهو تعالى عند ظنّ عبده به.
__________________
(١) انظر : كشف اللثام ٢ : ١٩٤.
(٢) تقدّمت الإشارة إلى مصدره في ص ١٢ ، الهامش (٥).
(٣) في ص ١٢.
(٤) الفقيه ٤ : ١٣٣ / ٤٦١ ، الوسائل ، الباب ٣٠ من أبواب الاحتضار ، الحديث ١.
(٥) الفقيه ٤ : ١٣٤ / ٤٦٥ ، الوسائل ، الباب ٣٠ من أبواب الاحتضار ، الحديث ٢.