إبراهيم ـ عليه السّلام ـ [ومن ذرّيّة إسماعيل ،] (١) من سكّان الحرم ، ممّن لم يعبدوا غير الله قطّ ، الّذين وجبت لهم الدّعوة دعوة إبراهيم وإسماعيل ، من أهل المسجد الّذين أخبر عنهم في كتابه ، أنّه أذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا ، الّذين وصفناهم قبل هذا في صفة أمّة محمّد (٢) ـ صلّى الله عليه وآله ـ الّذين عناهم الله في قوله (٣) (أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) ، يعني : من اتّبعه على الإيمان به والتّصديق له و (٤) بما جاء به من عند الله تعالى من الأمّة الّتي بعث فيها ومنها وإليها قبل الخلق ، ممّن لم يشرك بالله قطّ ولم يلبس إيمانه بظلم ، وهو الشّرك (٥).
عليّ بن إبراهيم (٦) ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة قال : سمعت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ يقول ، وسئل عن الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر : أواجب هو على الأمّة جميعا؟
فقال : لا.
فقيل [له :] (٧) ولم؟
قال : إنّما هو على القويّ المطاع ، العالم بالمعروف من المنكر ، لا على الضّعيف الّذي لا يهتدي (٨) سبيلا إلى أيّ من أي ، يقول من الحقّ إلى الباطل (٩) ، والدّليل على ذلك كتاب الله تعالى قوله : (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) ، فهذا خاصّ غير عامّ ، كما قال الله تعالى (١٠) : (وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ).
ولم يقل على أمّة موسى ولا على [كلّ] (١١) قومه ، وهم يومئذ أمم مختلفة والأمّة واحد (١٢) فصاعدا ، كما قال الله تعالى (١٣) : (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ) يقول : مطيعا لله.
والحديث طويل ،
__________________
(١) ليس في أ.
(٢) المصدر : أمّة إبراهيم ـ عليه السّلام.
(٣) يوسف / ١٠٨.
(٤) «و» ليس في المصدر.
(٥) إلى هنا يوجد في المصدر ، في ص ١٣ ـ ١٤.
(٦) نفس المصدر ٥ / ٥٩ ، ح ١٦. وللحديث تتمة.
(٧ و ١١) من المصدر.
(٨) النسخ : «الضعفة الذين لا يهتدون» بدل «الضعيف الذي لا يهتدى». وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(٩) هكذا في المصدر. وفي النسخ : «إلى الحق من الباطل» بدل «من الحق إلى الباطل».
(١٠) الاعراف / ١٥٩.
(١٢) هكذا في ر. وفي المصدر وسائر النسخ : واحدة.
(١٣) النحل / ١٣٠.