أخذت منه موضع الحاجة.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (١) : وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ في قوله : (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ) فهذه لآل محمّد ومن تابعهم ، يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
وفي كتاب الخصال (٢) : عن يعقوب بن يزيد ، بإسناده رفعه إلى أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ، خلقان من خلق الله تعالى فمن نصرهما أعزّه الله ، ومن خذلهما خذله الله تعالى.
وفي نهج البلاغة (٣) : قال ـ عليه السّلام ـ : انهوا عن المنكر وتناهوا عنه ، فإنّما أمرتم بالنّهي بعد التّناهي.
وفيه (٤) : لعن الله الآمرين بالمعروف التّاركين له ، والنّاهين عن المنكر العاملين به.
[وفي تفسير العيّاشيّ (٥) : عن أبي عمرو الزّبيريّ ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : في قوله تعالى : (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ).
قال : في هذه الآية تكفير أهل القبلة بالمعاصي ، لأنّه من لم يكن يدعو إلى الخيرات ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من المسلمين فليس من الأمة الّتي وصفها الله ، لأنّكم تزعمون أنّ جميع المسلمين من أمّة محمّد ، وقد بدت هذه الآية وقد وصفت أمّة محمّد بالدّعاء إلى الخيرات (٦) والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ، ومن لم يوجد فيه الصّفة الّتي وصفت بها فكيف يكون من الأمّة ، وهو على خلاف ما شرطه الله على الأمّة ووصفها به؟] واعلم ، أنّ الدّاعي إلى كلّ خير ، والآمر بكلّ معروف ، والنّاهي عن كلّ منكر ، لا يكون إلّا معصوما وعالما بكلّ خير ومعروف ومنكر ، ويجب وجوده ونصبه في كلّ زمان على الله تعالى إذ لا يمكن لأحد العلم بعصمة أحد إلّا من طريق النّصّ ، وأمّا الأمر بمعروف علم من الشّرع كونه معروفا ، والنّهي عن منكر علم من الشّرع كونه منكرا ، فيجب على كلّ من يقدر عليه كفاية.
وفي بعض الأخبار السّابقة دلالة عليه.
__________________
(١) تفسير القمي ١ / ١٠٨ ـ ١٠٩.
(٢) الخصال / ٤٢ ، ح ٣٢.
(٣) نهج البلاغة / ١٥٢ ، ضمن خطبة ١٠٥.
(٤) نفس المصدر / ١٨٨ ، ضمن خطبه ١٢٩.
(٥) تفسير العياشي ١ / ١٩٥ ، ح ١٢٧.
(٦) المصدر. «الخير». وهو الظاهر.