وفي تفسير العيّاشيّ (١) : عن الصادق ـ عليه السّلام ـ : يعني ، فيما أمركم به وافترض عليكم.
وفي أصول الكافي (٢) : بعض أصحابنا ـ رفعه ـ عن محمّد بن سنان ، عن داود بن كثير الرّقيّ ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ حديث طويل ، يقول فيه ـ عليه السّلام ـ : إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ لمّا خلق نبيّه ووصيّه وابنته وابنيه وجميع الأئمّة ـ عليهم السّلام ـ وخلق شيعتهم ، أخذ عليهم الميثاق أن يصبروا ويصابروا ويرابطوا وأن يتّقوا الله.
وفي تفسير العيّاشيّ (٣) : عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قول الله ـ تبارك وتعالى ـ : (اصْبِرُوا) يقول : عن المعاصي (وَصابِرُوا) على الفرائض (وَاتَّقُوا اللهَ) يقول : اؤمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ، ثمّ قال : وأيّ منكر أنكر من ظلم الأمّة لنا وقتلهم إيّانا؟ (وَرابِطُوا) يقول : في سبيل الله ، ونحن السّبيل فيما بين الله وخلقه ، ونحن الرّباط الأدنى ، فمن جاهد عنّا فقد جاهد عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ وما جاء به من عند الله (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) يقول : لعلّ الجنّة توجب لكم إن فعلتم ذلك ، ونظيرها في قول الله ـ تعالى ـ : (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) ولو كانت هذه الآية في المؤذنين كما فسّرها المفسّرون ، لفاز القدريّة وأهل البدع معهم.
عن يعقوب السّرّاج (٤) قال : قلت : لأبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ : تبقى الأرض يوما بغير عالم منكم يفزع النّاس إليه؟
قال : فقال لي : إذا لا يعبد الله يا أبا يوسف ، لا تخلوا الأرض من عالم منّا ظاهر يفزع النّاس إليه في حلالهم وحرامهم ، وإنّ ذلك لمبيّن في كتاب الله ، قال الله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا [اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا)] (٥) اصبروا على دينكم ، وصابروا عدوّكم ممّن يخالفكم ، ورابطوا إمامكم (وَاتَّقُوا اللهَ) فيما أمركم به وافترض عليكم.
[وفي رواية أخرى (٦) عنه : اصبروا على الأذى فينا.
__________________
(١) تفسير العياشي ١ / ٢١٣ ، ذيل حديث ١٨١. وسيأتي الحديث بتمامه قريبا.
(٢) الكافي ١ / ٤٥١ ، ح ٣٩.
(٣) تفسير العياشي ١ / ٢١٢ ، ح ١٧٩.
(٤) نفس المصدر والموضع ، ح ١٨١.
(٥) ليس في المصدر.
(٦) نفس المصدر ١ / ٢١٣ ، ح ١٨٢.