[الأعراف : ٧٥] وقوله : (لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ) [الزخرف : ٣٣] وفيه إشكال من وجهين :
الأول : أنه بدل ظاهر من حاضر في بدل كل من كل ، وهو لا يجوز إلا عند الأخفش ، وقيّد بعضهم جوازه بأن يفيد إحاطة ، كقوله : [الطويل]
١٧١٨ ـ فما برحت أقدامنا في مكاننا |
|
ثلاثتنا حتّى أرينا المنائيا (١) |
وقوله تعالى : (تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا) [المائدة : ١١٤] فلما أفاد الإحاطة والتأكيد جاز ، واستدل الأخفش بقول الشّاعر : [البسيط]
١٧١٩ ـ بكم قريش كفينا كلّ معضلة |
|
وأمّ نهج الهدى من كان ضلّيلا (٢) |
وقول الآخر : [الطويل]
١٧٢٠ ـ وشوهاء تعدو بي إلى صارخ الوغى |
|
بمستلئم مثل الفنيق المدجّل (٣) |
ف «قريش» بدل من «كم» و «بمستلئم» بدل من «بي» بإعادة حرف الجر ، وليس ثمّ إحاطة ولا تأكيد ، فمذهبه يتمشى على رأي الأخفش دون الجمهور.
الثاني : أن البدل التفصيليّ لا يكون ب «أو» إنما يكون بالواو ؛ لأنها للجمع.
كقول الشّاعر : [الطويل]
١٧٢١ ـ وكنت كذي رجلين رجل صحيحة |
|
ورجل رمى فيها الزّمان فشلّت (٤) |
ويمكن أن يجاب عنه بأن «أو» قد تأتي بمعنى الواو.
كما في قول الشّاعر : [الكامل]
١٧٢٢ ـ قوم إذا سمعوا الصّريخ رأيتهم |
|
ما بين ملجم مهره أو سافع (٥) |
ف «أو» بمعنى الواو ، لأن «بين» لا تدخل إلا على متعدد ، وكذلك هنا لما كان «عامل» عاما أبدل منه على سبيل التوكيد ، وعطف على أحد الجزأين ما لا بد له منه ؛ لأنه لا يؤكّد العموم إلا بعموم مثله.
__________________
(١) البيت لعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ينظر المقاصد النحويّة ٤ / ١٨٨ ، ولبعض الصحابة في شرح عمدة الحافظ ص ٥٨٨ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤٣٩ ، والمقاصد النحوية ٤ / ١٨٨. والدر المصون ٢ / ٢٨٨.
(٢) البيت لعدي بن زيد ينظر شرح التصريح ٢ / ١٦١ وشذور الذهب ص ٤٤٣ والبحر المحيط ٣ / ١٥١ ، والدر المصون ٢ / ٢٨٨.
(٣) البيت لذي الرمة ينظر ديوانه ص ١٤٩٩ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٨٩ ، ولسان العرب (دجل) ، والمقاصد النحوية ٤ / ١٩٥ ، والدر المصون ٢ / ٢٨٨.
(٤) تقدم.
(٥) تقدم برقم ٦٨٨.