لكل مقيم في ثغر يدفع عمّن وراءه : مرابط ، وإن لم يكن له مركوب مربوط.
قال ـ عليهالسلام ـ : «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها وما عليها ، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما فيها وما عليها ، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها».
(وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) قال بعضهم : اصبروا على النّعماء ، وصابروا على البأساء والضراء ، ورابطوا في دار الأعداء ، واتقوا إله الأرض والسماء ، لعلكم تفلحون في دار البقاء.
وقيل : المرابطة : انتظار الصلاة بعد الصلاة لما روى أبو سلمة بن عبد الرحمن ، قال : لم يكن في زمن رسول الله صلىاللهعليهوسلم غزو يرابط فيه ، وإنما نزلت هذه الآية في انتظار الصلاة بعد الصلاة. واحتج أبو سلمة بقوله صلىاللهعليهوسلم : «ألا أدلّكم على ما يمحو الله به الخطايا ، ويرفع به الدّرجات؟ إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصّلاة بعد الصّلاة ثمّ قال : فذلكم الرّباط» ثلاث مرات ـ وقيل الرباط : اللزوم والثبات ، وهذا المعنى يعم ما تقدم.
روى ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قرأ السّورة الّتي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلّى الله عليه وملائكته حتّى تحجب الشّمس» (١).
وعن أبيّ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قرأ سورة آل عمران أعطي بكل آية منها أمانا على جسر جهنّم» (٢) وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قرأ آل عمران فهو غنيّ»(٣).
وعن العرس بن عميرة قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «تعلّموا البقرة وآل عمران ؛ فإنّهما الزّهراوان ، وإنّهما يأتيان يوم القيامة في صورة ملكين يشفعان لصاحبهما حتّى يدخلاه الجنّة» (٤).
__________________
(١) أخرجه الطبراني في «الكبير» (١١ (٤٨) وفي «الأوسط» كما في «المجمع» (٢ / ١٦٨).
وقال الهيثمي : وفيه طلحة بن زيد الرقي وهو ضعيف.
وقال ابن حجر في تخريج الكشاف (٣ / ٧٣) إسناده ضعيف.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٣) وعزاه للطبراني في الأوسط بسند ضعيف.
(٢) ذكره الزيلعي في «تخريج أحاديث الكشاف» (١ / ٢٦٧ ـ ٢٦٨) وعزاه لابن الجوزي في الموضوعات وابن مردويه من طريق علي بن زيد عن زر بن حبيش عن أبيّ مرفوعا ، وعزاه أيضا لابن مردويه والواحدي في تفسيره عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي بن كعب وهو حديث موضوع.
(٣) لم نجده بهذا اللفظ وورد عن ابن مسعود كما في سنن الدارمي عنه قال : نعم كنز الصعلوك سورة آل عمران يقوم بها في آخر الليل «ينظر تفسير القرطبي» (٤ / ٤).
(٤) أخرجه أحمد (٥ / ٢٥١ ، ٣٥٢ ، ٣٦١) من حديث بريدة وذكره الهيثمي في المجمع (٧ / ١٥٩) وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.