سورة النّساء
مدنية
وهي مائة وستّ وتسعون آية ، وثلاثة آلاف وسبعمائة وخمس وآربعون كلمة ، وستة عشر ألفا وثلاثة وثلاثون حرفا.
قال القرطبيّ (١) : هذه السّورة مدنيّة إلّا آية واحدة منها [وهي] قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها) [النساء : ٥٨] فإنّها نزلت ب «مكة» عام الفتح ، وفي عثمان بن طلحة على ما سيأتي بيانه.
قال النّقّاش (٢) : وقيل : نزلت عند هجرة رسول الله صلىاللهعليهوسلم من مكة إلى المدينة.
وقيل : إن قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ) حيث وقع في القرآن إنّما هو مكيّ.
قاله علقمة وغيره : «فيشبه أن يكون صدر السّورة مكيّا ، وما نزل بعد الهجرة فإنّما هو مدني».
وقال النّحّاس : «هذه السّورة مكيّة».
وقال القرطبيّ (٣) : والصّحيح الأوّل.
قال في «صحيح البخاريّ» : «عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ما نزلت سورة النساء إلا وأنا عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم» (٤) ، تعني قد بنى بها ، ولا خلاف بين العلماء أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم إنّما بنى بعائشة بالمدينة ، ومن تبيّن أحكامها علم أنها مدنية لا شك فيها ، وأمّا من قال : (يا أَيُّهَا النَّاسُ) [مكي](٥) حيث وقع ، فليس بصحيح.
قال (٦) : البقرة مدنية ، وفيها (يا أَيُّهَا النَّاسُ) مرتين في موضعين.
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ
__________________
(١) ينظر : القرطبي ٥ / ٣.
(٢) ينظر : المصدر السابق والمحرر ٢ / ٣.
(٣) ينظر : القرطبي ٥ / ٣.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه كما في «الدر المنثور» (٢ / ٢٠٥) عن عائشة بلفظ : ما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده.
(٥) سقط في ب.
(٦) أي القرطبي ينظر تفسيره ٥ / ٣.