[نفر](١) إليه ؛ إذا فزع إليه ، ونفر منه ؛ إذا فزع منه وكرهه ، وفي مضارعه لغتان : ضمّ العين وكسرها ، وقيل : يقال : نفر الرّجل ينفر بالكسر ، ونفرت الدّابّة تنفر بالضّمّ [ففرّقوا بينهما في المضارع ، وهذا الفرق يردّه قراءة الأعمش : «فانفروا» «أو انفروا» بالضم](٢) فيهما ، والمصدر النّفير ، والنّفور ، والنّفر : الجماعة كالقوم والرّهط.
[قوله](٣) : «ثبات» : نصب على الحال ، وكذا «جميعا» ، والمعنى : انفروا جماعات [متفرّقة](٤) [أي](٥) سريّة بعد سريّة ، أو مجتمعين كوكبة واحدة ، وهذا (٦) المعنى الّذي أراد الشّاعر في قوله : [البسيط]
١٨٢١ ـ ............ |
|
طاروا إليه زرافات ووحدانا (٧) |
ومثله قوله : (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً) أي (٨) : على أيّ الحالتين كنتم فصلّوا.
قال أبو حيّان (٩) : ولم يقرأ «ثبات» فيما علمت (١٠) إلا بكسر التّاء. انتهى.
وهذه هي اللّغة الفصيحة ، وبعض العرب ينصب جمع المؤنّث السّالم إذا كان معتلّ اللام معوضا منها تاء التأنيث بالفتحة (١١) ، وأنشد الفرّاء : [الطويل]
١٨٢٢ ـ فلمّا جلاها بالإيام تحيّزت |
|
ثباتا عليها ذلّها واكتئابها (١٢)(١٣) |
وقرىء (١٤) شاذا : (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ) [النحل : ٥٧] [بالفتحة](١٥) ، وحكي : سمعت لغاتهم ، وزعم الفارسي أن الوارد من ذلك مفرد ردت لامه ؛ لأن الأصل «لغوة» ؛ فلما ردّت اللام ، قلبت ألفا ، وقد ردّ على الفارسي : بأنّه يلزمه الجمع بين العوض
__________________
(١) سقط في أ.
(٢) سقط في ب.
(٣) سقط في أ.
(٤) سقط في ب.
(٥) سقط في أ.
(٦) في ب : وهو.
(٧) عجز بيت لقريط بن أنيف وصدره :
قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم
ينظر : الخصائص ٢ / ٢٧٠ ، وشرح الحماسة ١ / ٢٧ ، ومجالس ثعلب ٢ / ٤٠٥ والفخر الرازي ١٠ / ١٤٢ ، وروح المعاني ٧ / ١٤٣ ، والدر المصون ٣ / ٥٢.
(٨) في ب : أو.
(٩) ينظر : البحر المحيط ٣ / ٣٠٢.
(١٠) في ب : علمته.
(١١) في ب : بالنحور.
(١٢) في ب : ولها وكسابها.
(١٣) البيت لأبي ذؤيب ينظر ديوان الهذليين ١ / ٧٩ وابن يعيش ٥ / ٤ والخصائص ٣ / ٣٠٤ والدر المصون ٢ / ٣٨٩ ، والبحر المحيط ٣ / ٣٠٢.
(١٤) ينظر : الدر المصون ٢ / ٣٨٩ ، وستأتي في النحل آية (٥٧).
(١٥) سقط في ب.