مخرجه أقرب من القلب الذي هو المبدء الاول في عالم الانسان ، فهو أوّل الحروف مخرجا ، وأبعدها ظهورا ، وأكثرها امتدادا لجريانه من قريب السرّة إلى الفم يمرّ على وسط المخارج كالصراط المستقيم إلى غير ذلك ، فهو الآلاء بمعنى النعم الباطنيّة الخفيّة.
والاوّل على أقسام ثلاثة :
إمّا أن يكون ظاهرا بالمرآتيّة المحظة للحقّ ، بحيث يكون فاني الهوية في جنب الحقّ ، والاسم المكنون المخزون عنده سبحانه.
وإمّا أن يكون ظاهرا بنفسه وهويّته أيضا.
وإمّا أن يكون ظاهرا بنفسه في مظاهره ومظهرا لها.
والاوّل مرآة ظهر بالمرآتيّة وخفي بنفسه ؛ كالمرآة الصافية التي لا يظهر بصفات نفسه للابصار ، وإنّما شأنه إظهار الشيء.
والثاني مرآة يتعلّق بنفسها الادراك ، ويظهر فيها الصورة على ما هو عليه كأكثر المرائي الصافية.
والثالث مرآة ضعف مرآتيّته في ظهور نفسه ، ومظهر هويّته في صفاته المغايرة ، كما هو مرآة له ، فصار مبدء لظهور الكثرة وخفاء الوحدة الحقيقيّة التى هي مرآة له.
ومن البيّن سبق الاوّل على الثاني ، وسبقه على الثالث.
فالاوّل هو الباء الذي يتلوا الالف مرتبة ، ولا يفارقه كتبا إلا بانحراف طرفيه وبقاء الباقي بعد الانبساط ، وهو بهاء الحقّ ومرآة حسنه ليس لها صفة وراء إظهار حسن الحقّ ؛ إذ الحقّ هو الحسن المطلق والجميل المطلق ، فمرآته مرآة الحسن والبهاء ، وهو حقيقة الاسم الحاكي عن صفاته الذاتيّة ، وهو متّصف بصفة الفناء ، فهو خال عن نفسه بخلاف الثاني ، وعن سائر الاشياء بخلاف الثالث ، و