وأنت أفضل المهاجرين (!) وثاني اثنين ، وخليفة رسول الله على الصلاة ، والصلاة أفضل دين المسلمين (١) فمن ذا ينبغي له أن يتقدمك أو يتولّى هذا الأمر عليك (٢).
فلما بسط أبو بكر يده وذهبا يبايعانه سبقهما إليه بشير بن سعد فبايعه.
فناداه الحباب بن المنذر : يا بشير بن سعد ، عقّتك عقاق ، ما أحوجك إلى ما صنعت! أنفست على ابن عمّك الإمارة (٣)! والله ما اضطرّك إلى هذا الأمر إلّا الحسد لابن عمّك (٤).
فقال بشير : لا والله (!) ولكني كرهت أن انازع قوما حقا لهم (٥).
ولما رأت الأوس ما صنع بشير بن سعد وهو من سادات الخزرج ، وما تدعو إليه قريش وما تطلب الخزرج من تأمير سعد بن عبادة ، وفي الأوس أسيد بن حضير الذي كان أحد النقباء فقال لهم : والله لئن وليتها الخزرج عليكم مرة ، أو ولّيتموها سعدا عليكم مرة واحدة لا زالت لهم عليكم الفضيلة ، ولا جعلوا لكم معهم فيها نصيبا أبدا فقوموا فبايعوا أبا بكر (٦) وقام فبايع حسدا لسعد أيضا ومنافسة له أن يلي الأمر ، فلما بايع قامت الأوس كلها لتبايع فانكسر على سعد بن عبادة وعلى الخزرج ما كانوا أجمعوا له من أمرهم (٧).
__________________
(١) عن الجوهري في شرح النهج للمعتزلي ٦ : ١٠.
(٢) الإمامة والسياسة : ٩ ، والطبري ٣ : ٢٢١ ، وبدون ذكر الصلاة في اليعقوبي ٢ : ١٢٣ ، والاحتجاج ١ : ٩١.
(٣) الطبري ٣ : ٢٢١. وكان البشير أعور. شرح النهج ٦ : ١٨ ، وهو أبو النعمان بن بشير الأنصاري.
(٤) الإمامة والسياسة : ٩ ، وعن الجوهري في شرح النهج ٦ : ١٠.
(٥) الإمامة والسياسة : ٩ ، والطبري ٣ : ٢٢١ بزيادة : جعله الله.
(٦) الإمامة والسياسة : ٩ ، والطبري ٣ : ٢٢١.
(٧) عن الجوهري في شرح النهج ٦ : ١٠ ، والطبري ٣ : ٢٢١.