مسجد البصرة فقد صلّى فيه عليّ عليهالسلام ، وصار له بذلك مزيّة.
( و ) في ( المشاهد الشريفة ) للأئمّة عليهمالسلام وللأنبياء عليهمالسلام إن فرض تحقّقها ( لا في مسجد الضرار ) وهو ما بني مضارّة لمسجد آخر ، لنهي (١) الله تعالى لنبيّه صلىاللهعليهوآله عن القيام فيه وأمره بتخريبه فخرّبه.
( وفي كثير الجماعة ) ، لزيادة فضله بزيادتها ، إذ ثوابها يتضاعف كلّما زادت واحدا بقدر جميع ما سبق إلى العشرة ، ثمّ لا يحصي ثوابها إلّا الله تعالى.
( و ) إيقاع ( النافلة في المنزل ) ، لأمر (٢) النبيّ صلىاللهعليهوآله أصحابه بصلاتها في بيوتهم.
وقال صلىاللهعليهوآله : « أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلّا المكتوبة » (٣) ( وخصوصا الليلية ) ، لأنّ فعلها فيه أبعد من تطرّق الرياء ، وتستثنى النافلة يوم الجمعة ، لفضيلة البكور ، وركعتا الطواف وركعتا الإحرام إذا كان الميقات مسجدا.
( و ) صلاة الفريضة ( في الحرم ) الشريف حول مكّة ، ( و ) في ( مواقيت الحجّ والعمرة ) التي يحرم بها منها ( والمشاعر الشريفة ) جمع مشعر وهو موضع العبادة كعرفة والمشعر الحرام ومنى ( وصلاة المرأة في دارها ) الشاملة للصحن والبيت ( وأفضلها ) أي أفضل الدار ( البيت ) ، لأنه أستر. وقد قال الصادق عليهالسلام : « أفضل مساجد نسائكم البيوت » (٤).
( وأفضله ) أي أفضل البيت ( المخدع ) بكسر الميم وضمّها ـ وهو الأصل ـ وفتح الدال ، وهو الخزانة في البيت ( والصفّة ) بضمّ الصاد ثمّ الفاء المشدّدة ، وهو المستور من الدار ( لها ) أي للمرأة ( أفضل من الصحن ) وهو غير المستور منها.
( وهو ) أي الصحن أفضل ( من السطح المحجر ) بالمهملة أخيرا ـ أي المبنى حوله حائط ونحوه ، ليمنع من رؤية من على السطح.
__________________
(١) « التوبة » ٩ : ١٠٧.
(٢) « سنن الترمذي » ٢ : ٣١٣ ـ ٤٥١ باب ما جاء في فضل صلاة التطوّع.
(٣) « مسند أحمد » ٥ : ١٨٢ ، « سنن النسائي » ٣ : ١٩٨ ، « سنن الترمذي » ٢ : ٣١٢ ـ ٤٥٠.
(٤) « الفقيه » ١ : ١٥٤ ـ ٧١٩ ، وفيه وفي غيره « خير » بدل « أفضل ».