ويقرب منه ما عن الرضوي (١).
وهذا هو المستند لاستثناء جماعة صورة البرد الشديد ، وظاهره مراعاة جانب الميّت ، إلّا أنّه حكي عن الشيخ أنّه قال : لو خشي الغاسل من البرد ، انتفت الكراهة (٢).
وربما فسّرت الرواية بما يوافقه كما ليس بالبعيد عن ظاهرها ، كما لا يخفى على المتأمّل.
ثمّ إنّ المراد بالماء المسخن في هذه الروايات ـ بحسب الظاهر ـ هو المسخن بالنار ، كما فهمه الأصحاب ، لا لمجرّد دعوى انصرافه إليه ، بل لكونه ـ بحسب الظاهر ـ معهودا لدى العامّة ، فلا ينصرف الذهن إلّا إليه ، مع أنّ إسخان الماء بالشمس لأجل تغسيل الميّت المبنيّ أمره على التعجيل لا يكاد يتّفق في الخارج كي يكون مقصودا بالنهي.
هذا ، مع أنّ في رواية يعقوب ، المتقدّمة (٣) إشعارا بذلك ، والله العالم.
ويكره أيضا الدخنة بالعود وغيره ، كما عن المشهور (٤) ، خلافا للجمهور فاستحبّوها.
وعن الباقر عليهالسلام : «لا تقربوا موتاكم النار» (٥) يعني الدخنة ، على ما فسّر (٦).
__________________
(١) الفقه المنسوب للإمام الرضا عليهالسلام : ١٦٧.
(٢) حكاه عنه البحراني في الحدائق الناضرة ٣ : ٤٧٠ ، وانظر : النهاية : ٣٣ ، والمبسوط ١ : ١٧٧ ـ ١٧٨ ، والخلاف ١ : ٦٩٢ ، المسألة ٤٧٠.
(٣) في ص ٢٢٠.
(٤) نسبه إلى المشهور البحراني في الحدائق الناضرة ٣ : ٤٧١.
(٥) التهذيب ١ : ٢٩٥ / ٨٦٦ ، الإستبصار ١ : ٢٠٩ / ٧٣٧ ، الوسائل ، الباب ٦ من أبواب التكفين ، الحديث ١٢.
(٦) ورد التفسير بها في التهذيب ١ : ٢٩٥ ذيل الحديث ٨٦٦ ، والاستبصار ١ : ٢٠٩ ، ذيل الحديث ٧٣٧.