معه جريدتان).
والجريدة عود النخل بعد أن تجرّد من الخوص ، وقبله يسمّى سعفا.
ويظهر من غير واحد من الأخبار أنّ الجريدة تنفع المؤمن والكافر ، ولعلّه لذا لم يوفّق بها مخالفونا حيث تركوها ـ مع استفاضة أخبارهم بها على ما ذكره في الحدائق (١) ـ مراغمة للشيعة ، كغيرها من السنن التي نقل عنهم الاعتراف بكونها سنّة وتركوها لذلك ، والحمد لله على ذلك.
والأصل في استحبابها على ما رواه في التهذيب مرسلا «أنّ آدم عليهالسلام لمّا أهبطه الله تعالى من جنّته إلى الأرض استوحش ، فسأل الله تعالى أن يؤنسه بشيء من أشجار الجنّة ، فأنزل الله إليه النخلة ، وكان يأنس بها في حياته ، فلمّا حضرته الوفاة قال لولده : إنّي كنت آنس بها في حياتي وأرجو الأنس بها بعد وفاتي ، فإذا متّ فخذوا منها جريدا وشقّوه بنصفين وضعوهما معي في أكفاني ، ففعل ولده ذلك ، وفعلته الأنبياء بعده ثمّ اندرس ذلك في الجاهليّة فأحياه النبيّ صلىاللهعليهوآله وفعله وصارت سنّة متّبعة» (٢).
وعن المفيد في المقنعة مرسلا مثله ، قال : وروي عن الصادق عليهالسلام «أنّ الجريدة تنفع المحسن والمسيء» (٣).
وفي رواية حسن بن زياد أنّه سأل أبا عبد الله عليهالسلام عن الجريدة التي تكون مع الميّت ، فقال : «تنفع المؤمن والكافر» (٤).
__________________
(١) الحدائق ، الناضرة ٤ : ٣٨ ـ ٣٩.
(٢) التهذيب ١ : ٣٢٦ / ٩٥٢ ، الوسائل ، الباب ٧ من أبواب التكفين ، الحديث ١٠.
(٣) المقنعة : ٨٢ ـ ٨٣ ، الوسائل ، الباب ٧ من أبواب التكفين ، ذيل الحديث ١٠ ، والحديث ١١.
(٤) الفقيه ١ : ٨٩ / ٤٠٩ ، الوسائل ، الباب ٧ من أبواب التكفين ، الحديث ٢.