٢٩٢٣ ـ سؤدد غير فاحش لا يداني |
|
يه تجبّارة ولا كبرياء (١) |
وقال ابن الرّقيات يمدح مصعب بن الزبير : [الخفيف]
٢٩٢٤ ملكه ملك رأفة ليس فيه |
|
جبروت منه ولا كبرياء (٢) |
يعني : هو ليس عليه ما عليه المملوك من التجبّر والتّعظيم.
والجمهور على «تكون» بالتّأنيث مراعاة لتأنيث اللفظ.
وقرأ ابن مسعود (٣) ، والحسن ، وإسماعيل وأبو عمرو ، وعاصم ـ رضي الله عنهم ـ في رواية : «يكون» بالياء من تحت ؛ لأنّه تأنيث مجازيّ.
قال المفسّرون : والمعنى : ويكون لكما الملك والعزّ في أرض مصر ، والخطاب لموسى ، وهارون ـ عليهما الصلاة والسّلام ـ.
قال الزّجّاج : سمى الملك كبرياء ؛ لأنه أكبر ما يطلب من أمر الدنيا ، وأيضا : فالنبيّ إذا اعترف القوم بصدقه ، صارت مقاليد أمر أمته إليه ؛ فصار أكبر القوم.
واعلم : أنّ القوم لمّا ذكروا هذين الشيئين في عدم اتّباعهم ، وهما : التّقليد ، والحرص على طلب الرّياسة ، صرّحوا بالحكم ، فقالوا : (وَما نَحْنُ لَكُما بِمُؤْمِنِينَ) ، ثم شرعوا في معارضة معجزات موسى ـ عليه الصلاة والسّلام ـ بأنواع من السحر ؛ ليظهر عند الناس أن ما أتى به موسى من باب السّحر ، فقال فرعون : (ائْتُونِي بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ).
قرأ الأخوان (٤) : سحّار وهي قراءة ابن مصرّف ، وابن وثّاب ، وعيسى بن عمر.
(فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ).
فإن قيل : كيف أمرهم بالسّحر ، والسّحر كفر ، والأمر بالكفر كفر؟.
فالجواب : أنّه ـ عليه الصلاة والسّلام ـ أمرهم بإلقاء الحبال والعصيّ ؛ ليظهر للخلق أن ما أتوا به عمل فاسد ، وسعي باطل ، لا أنّه ـ عليه الصلاة والسّلام ـ أمرهم بالسّحر ؛ فلمّا ألقوا حبالهم وعصيّهم ، قال لهم موسى : ما جئتم به هو السّحر ، والغرض منه : أنّهم لمّا قالوا لموسى : إنّ ما جئت به سحر ، فقال موسى ـ عليه الصلاة والسّلام ـ : إنّ ما
__________________
(١) ينظر البيت في البحر المحيط ٥ / ١٨١ وتفسير الطبري ١٥ / ١٥٨ والدر المصون ٤ / ٥٨.
(٢) ينظر البيت في ديوانه (٩١) برواية :
ملكه ملك قوة ليس فيه |
|
جبروت ولا به كبرياء |
ينظر : الشعر والشعراء ١ / ٥٢٤ والبحر المحيط ٥ / ١٨١ والخزانة ٣ / ٢٦٩ والكشاف ٢ / ٣٦٢ والدر المصون ٤ / ٥٨.
(٣) ينظر : إتحاف فضلاء البشر ٢ / ١١٨ ، الكشاف ٢ / ٣٦٢ ، المحرر الوجيز ٣ / ١٣٥ ، الدر المصون ٤ / ٥٨.
(٤) ينظر : حجة القراءات ص (٣٣٥) ، إتحاف فضلاء البشر ٢ / ١١٨ ، الكشاف ٢ / ٣٦٣ ، المحرر الوجيز ٣ / ١٣٥ ، البحر المحيط ٥ / ١٨١ ، الدر المصون ٤ / ٥٨.