والدعاء في سعيه ماشيا ومهرولا ، ولا بأس أن يجلس في خلال السعي للراحة.
______________________________________________________
أعني استحباب تدارك الهرولة على هذا الوجه مع النسيان ذكره الشيخ (١) وجمع من الأصحاب ، وربما كان مستنده ما رواه الشيخ مرسلا عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى عليهماالسلام أنهما قالا : « من سها عن السعي حتى يصير من السعي على بعضه أو كلّه ثم ذكر فلا يصرف وجهه منصرفا ولكن يرجع القهقرى إلى المكان الذي يجب فيه السعي » (٢) وظاهر الرواية المنع من الرجوع بالوجه لكنها قاصرة من حيث السند عن إثبات التحريم ، بل يمكن المناقشة في أصل الحكم لضعف مستنده. وهل استحباب العود مخصوص بمن ذكرها في ذلك الشوط ، أم يرجع إلى الشوط الذي نسيها فيه وإن تجاوزه؟ وجهان أظهرهما الأول.
قوله : ( والدعاء في سعيه ماشيا ومهرولا ).
قد تقدم ذكر الدعاء في حسنة معاوية بن عمار (٣).
قوله : ( ولا بأس أن يجلس في خلال السعي للراحة ).
هذا قول معظم الأصحاب ، ويدل عليه مضافا إلى الأصل روايات : منها صحيحة الحلبي قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الرجل يطوف بين الصفا والمروة أيستريح؟ قال : « نعم إن شاء جلس على الصفا والمروة وبينهما فيجلس » (٤).
وصحيحة عليّ بن رئاب قال ، قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : الرجل يعيا في الطواف أله أن يستريح؟ قال : « نعم يستريح ثم يقوم فيبني على
__________________
(١) النهاية : ٢٤٥ ، والمبسوط ١ : ٣٦٣.
(٢) التهذيب ٥ : ٤٥٣ ـ ١٥٨١ ، الوسائل ٩ : ٥٢٥ أبواب السعي ب ٩ ح ٢.
(٣) المتقدمة في ص ٢٠٨.
(٤) الكافي ٤ : ٤٣٧ ـ ٣ ، التهذيب ٥ : ١٥٦ ـ ٥١٦ ، الوسائل ٩ : ٥٣٥ أبواب السعي ب ٢٠ ح ١.