والأبدال في الأقسام الثلاثة على التخيير ، وقيل : على الترتيب ، وهو الأظهر.
______________________________________________________
الّذي أصاب فيه الصيد قوّم جزاؤه من النعم دراهم » (١) فإنّ الجزاء متناول للجميع ، وفي صحيحة معاوية بن عمّار : « ومن كان عليه شاة فلم يجد فليطعم عشرة مساكين ، فمن لم يجد صام ثلاثة أيّام » (٢) وهي متناولة للجميع أيضا.
وقوّى الشارح عدم إلحاقهما بالظبي في الأبدال ، ثمّ حكم بالانتقال مع العجز عن الشاة هنا إلى إطعام العشرة مساكين ، ثمّ صيام الثلاثة أيّام لهذه الرواية ، وقال : إنّ الفرق بين مدلول الرواية وبين إلحاقهما بالظبي يظهر فيما لو نقصت قيمة الشاة عن إطعام عشرة مساكين ، فعلى الإلحاق يقتصر على القيمة ، وعلى الرواية يجب إطعام العشرة (٣).
ويتوجه عليه أنّ رواية أبي عبيدة المتضمنة للاقتصار على التصدق بقيمة الجزاء متناولة للجميع فلا وجه لتسليم الحكم في الظبي ومنعه هنا ، مع أنّ اللازم ممّا ذكره زيادة فداء الثعلب عن فداء الظبي ، وهو بعيد جدّا.
قوله : ( والأبدال في الأقسام الثلاثة على التخيير ، وقيل : على الترتيب ، وهو الأظهر ).
المراد بالإبدال الثلاثة الفرد من النعم ، والإطعام ، والصيام ، وقد اختلف الأصحاب في كفارة جزاء الصيد في هذه الأقسام الثلاثة ، فذهب الأكثر كالشيخ في النهاية والمبسوط (٤) ، والمفيد (٥) ، والمرتضى (٦) ،
__________________
(١) الكافي ٤ : ٣٨٧ ـ ١٠ ، التهذيب ٥ : ٣٤١ ـ ١١٨٣ ، الوسائل ٩ : ١٨٣ أبواب كفارات الصيد ب ٢ ح ١.
(٢) التهذيب ٥ : ٣٤٣ ـ ١١٨٧ ، الوسائل ٩ : ١٨٦ أبواب كفارات الصيد ب ٢ ح ١١.
(٣) المسالك ١ : ١٣٤.
(٤) النهاية : ٢٢٢ ، والمبسوط ١ : ٣٤٠.
(٥) المقنعة : ٦٨.
(٦) الانتصار : ١٠١.