به وظيفة الاستحباب حيث إنّ الشهادة بإمامتهم وكونهم خلفاء الرسول صلىاللهعليهوآله شهادة إجماليّة بأنّ محمّدا رسول الله ، كما أنّ هذه أيضا شهادة إجماليّة بأنّه لا إله إلّا الله ، فإنّ التوحيد من أظهر أنبائه وأعظمها ، فيحصل بالاعتراف بإمامة الأئمّة ما هو الغرض الأصلي المقصود بالتلقين من عدم خروجه من الدنيا بلا إيمان.
وبما أشرنا إليه يتوجّه قول الباقر والصادق عليهماالسلام في خبري ابني مسلم والبختري : «إنّكم تلقّنون أمواتكم عند الموت : لا إله إلّا الله ، ونحن نلقّن موتانا :محمّد رسول الله» (١).
وقد قيل في توجيهه مالا يخفى فيه.
والأوجه ما أشرنا إليه من أنّ الشهادة بأنّ محمّدا رسول الله صلىاللهعليهوآله شهادة إجماليّة بأنّه لا إله إلّا الله ، فيجوز الاجتزاء بها عنها ، وهذا بخلاف ما يلقّنه الناس ، فإنّه لا يجديهم ما لم يضمّ إليه الشهادة بالرسالة.
وكيف كان فيدلّ على استحباب تلقين الشهادتين جملة من الأخبار :
منها : رواية الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «إذا حضرت الميّت قبل أن يموت فلقّنه شهادة أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّدا عبده ورسوله» (٢).
ورواية أبي خديجة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «ما من أحد يحضره الموت إلّا وكّل به إبليس من شياطينه من يأمره بالكفر ويشكّكه في دينه حتى يخرج
__________________
(١) الكافي ٣ : ١٢٢ / ٢ ، الوسائل ، الباب ٣٦ من أبواب الاحتضار ، الحديث ٢.
(٢) الكافي ٣ : ١٢١ / ٢ ، التهذيب ١ : ٢٨٦ / ٨٣٦ ، الوسائل الباب ٣٦ من أبواب الاحتضار ، الحديث ١.