ما أصنع بالدنيا وبلائها ، فلقّنوا موتاكم كلمات الفرج» (١).
ثمّ إنّ ما في الروايات من اختلاف الترتيب واشتمال بعضها على بعض الزيادات واختلاف بعض ألفاظها على ما في بعض النسخ غير ضائر ، فإنّ الأظهر جواز العمل بجميع الروايات ، لعدم التنافي بينها ، فإنّ من الجائز أن يكون نفس الكلمات بنفسها كلمات الفرج بحيث لا يضرّها تقديم بعض الفقرات على بعض ، كما أنّ من الجائز أن لا يكون ما في بعضها من الزيادات أو اختلاف الألفاظ من المقوّمات ، والله العالم.
ويستحبّ أيضا تلقينه الدعاء بالمأثور.
ففي رواية أبي سلمة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «حضر رجلا الموت فقيل : يا رسول الله إنّ فلانا قد حضره الموت ، فنهض رسول الله صلىاللهعليهوآله ومعه ناس من أصحابه حتى أتاه وهو مغمى عليه ، قال : فقال صلىاللهعليهوآله : يا ملك الموت كفّ عن الرجل حتى أسأله ، فأفاق الرجل ، فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآله : ما رأيت؟ قال : رأيت بياضا كثيرا وسوادا كثيرا ، قال : فأيّهما كان أقرب إليك؟ فقال : السواد ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : قل : اللهمّ اغفر لي الكثير من معاصيك واقبل منّي اليسير من طاعتك ، فقال ، ثمّ أغمي عليه ، فقال صلىاللهعليهوآله : يا ملك الموت خفّف عنه حتى أسأله ، فأفاق الرجل ، فقال :رأيت بياضا كثيرا وسوادا كثيرا ، قال : فأيّهما أقرب إليك؟ فقال : البياض ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : غفر الله لصاحبكم» قال : فقال أبو عبد الله عليهالسلام : «إذا حضرتم ميّتا فقولوا له هذا الكلام ليقوله» (٢).
__________________
(١) الفقيه ١ : ٨٠ / ٣٥٨ ، الوسائل ، الباب ٣٨ من أبواب الاحتضار ، الحديث ٤.
(٢) الكافي ٣ : ١٢٤ ـ ١٢٥ / ١٠ ، الوسائل ، الباب ٣٩ من أبواب الاحتضار ، الحديث ١.