لكنّ الأولى شدّها على النحو الذي تعرّض لبيانها في مرسلة يونس ، حيث قال عليهالسلام فيها : «واعمد إلى قطن فذرّ عليه شيئا من حنوط فضعه على فرجه قبل ودبر ، واحش القطن في دبره لئلّا يخرج منه شيء ، وخذ خرقة طويلة عرضها شبر فشدّها من حقويه وضمّ فخذيه ضمّا شديدا ولفّها في فخذيه ثمّ أخرج رأسها من تحت رجليه إلى الجانب الأيمن وأغرزها (١) في الموضع الذي لفّفت فيه الخرقة ، وتكون الخرقة طويلة تلفّ فخذيه من حقويه إلى ركبتيه لفّا شديدا» (٢).
بل الأولى إيجادها على النحو الذي زعمه في المدارك أنّه هو الذي يظهر من مجموع الروايات (٣) ، وإن كان في استفادته منها تأمّل ، لكن لا تأمّل في أولويّته بشرط مراعاة عدم تخطّيه عمّا يفهم من المرسلة وغيرها من الروايات : (و) هو أن (يشدّ طرفاها) من أحد الجانبين (على حقويه) بشدود من خيط ونحوه ، أو بأن يشقّ رأسها بحيث يمكن شدّها على الوسط ، أو بأن يشدّ وسطه ببعض أحد جانبيها ثمّ يدخل ما استرسل منها بين فخذيه ، ويضمّ به عورته ضمّا شديدا ، ويخرج من تحت الشداد الذي على وسطه (ويلفّ بما استرسل منها) بعد إخراجه من تحت الشداد (فخذاه لفّا شديدا) فإذا انتهت أدخل طرفها تحت الجزء الذي انتهت الخرقة عنده.
لكنّك خبير بأنّه لا يفهم من شيء من الروايات اعتبار إدخالها بين فخذيه وإخراجها من تحت الشداد ، بل ربما ينافيه خبر عمّار ، الذي قدّر طولها بثلاثة أذرع
__________________
(١) في التهذيب : «وأغمزها».
(٢) الكافي ٣ : ١٤١ ـ ١٤٢ / ٥ ، التهذيب ١ : ٣٠١ / ٨٧٧ ، الوسائل ، الباب ٢ من أبواب غسل الميّت ، الحديث ٣.
(٣) مدارك الأحكام ٢ : ١٠٢.