كثيرا مّا قريبة جدّا من روايات يونس.
وفي رواية يحيى بن عبادة ، المتقدّمة (١) أيضا تقديره بذراع.
لكن حمل هاتين الروايتين على إرادة عظم الذراع من التقدير بذراع لا يبعد دعوى مخالفته للمنساق إلى الذهن من التقدير بالذراع.
ودعوى أنّ الذراع اسم للعظم على تقدير التسليم ممّا لا ينبغي الالتفات إليها في مقام بيان المقادير ، كما في سائر الموارد التي ورد التقدير بالذراع ، إلّا أنّ الذي يقرّب إرادته منها في المقام وقوع التحديد به في كلمات الأصحاب وكذا في الفقه الرضوي الذي هو في مثل المقام لا يبعد دعوى كونه حجّة ناهضة من دون مسامحة ، لأنّه إن كان من الحجّة فحجّة ، وإلّا فلا يقصر عن سائر المرسلات المعتضدة بعمل الأصحاب ، فإنّ تحديدهم بذلك كاشف عن صحّة مضمونه وكونه مرويّا.
واحتمال كون الرواية المشار إليها هي رواية يونس ونحوها ممّا يمكن الخدشة في دلالتها غير ضائر ، إذ لا يعتنى بمثل هذا الاحتمال في رفع اليد عن ظاهر المراسيل ، بل لو علم (٢) أنّ المراد بها ليس إلّا هذه الرواية ، يمكن أيضا دعوى انجبار قصور دلالتها كسندها بما عرفت.
وممّا يؤيّد إرادة عظم الذراع من الروايتين ـ مضافا إلى ما عرفت ـ : حسنة جميل بن درّاج ، قال : «إنّ الجريدة قدر شبر توضع واحدة من عند الترقوة» (٣)
__________________
(١) في ص ٣٠٩ ـ ٣١٠.
(٢) في «ض ٨» : «سلّم» بدل «علم».
(٣) الكافي ٣ : ١٥٢ ـ ١٥٣ / ٥ ، التهذيب ١ : ٣٠٩ / ٨٩٧ ، الوسائل ، الباب ١٠ من أبواب التكفين ، الحديث ٢.