حواريا ؛ لتنظيفه الثياب ، وفي التفسير : إن أتباع عيسى كانوا قصارين (١).
قال أبو عبيدة : سمي أصحاب عيسى الحواريون للبياض وكانوا قصارين.
وقال الفرزدق : [البسيط]
١٤٨٧ ـ فقلت : إنّ الحواريّات معطبة |
|
إذا تفتّلن من تحت الجلابيب (٢) |
يعني النساء ؛ لبياضهن وصفاء لونهن ـ ولا سيما المترفّهات ـ يقال لهن : الحواريات ، ولذلك قال الزّمخشريّ : وحواري الرّجل : صفوته وخالصته ، ومنه قيل للحضريات : الحواريات ؛ لخلوص ألوانهن ونظافتهن.
[وأنشد لأبي حلزة اليشكري](٣) : [الطويل]
١٤٨٨ ـ فقل للحواريّات : يبكين غيرنا |
|
ولا تبكنا إلا الكلاب النوابح (٤) |
ومنه سميت الحور العين ؛ لبياضهن ونظافتهن ، والاشتقاق من الحور ، وهو تبيض الثياب وغيرها :
وقال الضّحّاك : هم الغسّالون وهم بلغة النبط ـ هواري ـ بالهاء مكان الحاء ـ.
قال ابن الأنباري : فمن قال بهذا القول قال : هذا حرف اشتركت فيه لغة العرب ولغة النبط وهو قول مقاتل بن سليمان إن الحواريين هم القصارون.
وقيل : «هم المجاهدون» كذا نقله ابن الأنباريّ.
وأنشد : [الطويل]
١٤٨٩ ـ ونحن أناس تملأ البيض هامنا |
|
ونحن الحواريّون يوم نزاحف |
جماجمنا يوم اللّقاء تروسنا |
|
إلى الموت نمشي ليس فينا تجانف (٥) |
قال الواحديّ : والمختار ـ من هذه الأقوال عند أهل اللغة ـ أن هذا الاسم لزمهم للبياض ثم ذكر ما تقدم عن أبي عبيدة.
وقال الراغب : حوّرت الشيء : بيّضته ودوّرته ، ومنه الخبز الحوّارى ، والحواريّون : أنصار عيسى.
__________________
(١) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٦٣) وعزاه لعبد بن حميد عن الحضاك. والقصار والمقصر : المحور للثياب لأنه يدقها بالقصرة التي هي القطعة من الخشب وحرفته القصارة (اللسان : قصر).
(٢) ينظر البيت في ديوانه (١ / ٥٢٤) واللسان (حور) والدر المصون ٢ / ١١٣.
(٣) في ب : قال الشاعر.
(٤) ينظر البيت في المؤتلف والمختلف (٧٩) ومعاني الزجاج ١ / ٤٢٣ ومجاز القرآن ١ / ٩٥ والجمهرة ١ / ٣٣٠ ، ٢ / ١٤٦ وجامع البيان ٦ / ٤٥١ والكشاف ١ / ٤٣٢ والبحر ٢ / ٤٩٣ والدر المصون ٢ / ١١٣.
(٥) ينظر البيتان في زاد المسير ١ / ٤١٠ والدر المصون ٢ / ١١٣.