قدميه ، لمّا ارتفع بنيان الكعبة ، وضعف إبراهيم عن رفع الحجارة ، قام على هذا الحجر ، فغاصت فيه قدماه.
وقيل : إنه جاء زائرا من الشام إلى مكة وكان قد حلف لامرأته أن لا ينزل بمكة حتى يرجع ، فلمّا رجع إلى مكة قالت له أم إسماعيل : انزل حتى تغسل رأسك ، فلم ينزل ، فجاءته بهذا الحجر ، فوضعته على الجانب الأيمن ، فوضع قدمه عليه حتى غسلت أحد جانبي رأسه ، ثم حولته إلى الجانب الأيسر ، حتى غسلت الجانب الآخر ، فبقي أثر قدميه عليه ، فاندرس من كثرة المسح بالأيدي.
وقيل : هو الحجر الذي قام عليه إبراهيم ـ عليهالسلام ـ عند الأذان بالحج.
قال القفّال : «ويجوز أن يكون إبراهيم قام على ذلك الحجر في هذه المواضع كلّها».
وقيل : مقام إبراهيم ؛ هو جميع الحرم ، كما تقدم عن المبرد.
ومن الآيات ـ أيضا ـ الحجر الأسود ، وزمزم ، والحطيم ، والمشاعر كلها.
ومن الآيات ما تقدم ذكره من أمر الطير والصيد ، وأنه بلد صدر إليها الأنبياء والمرسلون ، والأولياء والأبرار ، وأن الطاعة والصدقة فيه ، يضاعف ثوابها بمائة ألف.
والمقام هو في المسجد الحرام ، قبالة باب البيت.
وروي عن ابن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص أنهما قالا : الحجر الأسود ، والمقام من الجنة.
قال الأزرقي : ذرع المقام ذراع ، وسعة أعلاه أربعة عشر إصبعا في أربعة عشر إصبعا ، ومن أسفله مثل ذلك ، وفي طرفيه ـ من أعلاه وأسفله ـ طوقان من ذهب ، وما بين الطوقين من الحجر من المقام بارز ، لا ذهب عليه ، طوله من نواحيه كلها تسعة أصابع ، وعرضه عشر أصابع في عشر أصابع طولا ، وعرض حجر المقام من نواحيه ، إحدى وعشرون إصبعا ، ووسطه مربع ، والقدمان داخلتان في الحجر سبع أصابع ، ودخولهما منحرفتان ، وبين القدمين من الحجر أصبعان ، ووسطه قد استدق من التمسّح به ، والمقام في حوض من ساج مربع ، حوله رصاص ، وعلى الحوض صفائح رصاص ليس بها ، وعلى المقام صندوق ساج مسقف ، ومن وراء المقام ملبن ساج في الأرض ، في ظهره سلسلتان يدخلان في أسفل الصندوق ، فيقفل عليهما قفلان ، وهذا الموضع فيه المقام اليوم ، وهو الموضع الذي كان فيه في زمن الجاهلية ، ثم في زمن رسول الله صلىاللهعليهوسلم وبعده ، ولم يغيّر موضعه ، إلا أنه جاء سيل في زمن عمر بن الخطاب ـ يقال له : سيل أم نهشل ؛ لأنه ذهب بأمّ نهشل بنت عبيدة بن أبي رجيحة ، فماتت ، فاحتمل ذلك السيل المقام من موضعه هذا ، فذهب به إلى أسفل مكة فأتي به ، فربطوه في أستار الكعبة ـ في