فدعا عمر بعمرو بن الحجّاج الزبيدي على خمسمئة فارس ، لينزلوا على شريعة الفرات ، فيحولوا بين حسين عليهالسلام وأصحابه وبين الماء أن يستقوا منه قطرة! وكان ذلك قبل قتله بثلاث ليال (١).
وكان فصل الصيف وكثرة الحاجة إلى الماء ، فدعا الحسين عليهالسلام أخاه العباس ابن عليّ ليلا وندب معه ثلاثين فارسا وعشرين راجلا يحملون القرب ، وأمامهم نافع بن هلال الجملي يحمل لواءهم ، فذهبوا نحو الشريعة حتّى دنوا من الماء ، ليلة السابع من المحرم ، وضوء القمر ضعيف ، وأبصر عمرو بن الحجاج شبح نافع فنادى : من الرجل؟ فقال نافع : أنا نافع بن هلال. فقال : ما جاء بك؟ قال : جئنا لنشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه! قال : فاشرب هنيئا! قال : لا والله لا أشرب منه قطرة وحسين عطشان ومن ترى من أصحابه! وأشار إلى أصحابه فطلعوا عليه! فقال عمرو : لا سبيل إلى سقي هؤلاء! إنّما وضعنا بهذا المكان لنمنعهم الماء! ونادى نافع أصحاب القرب قال : املؤوا قربكم. فملؤوا قربهم. فثار إليهم عمرو وأصحابه ، فحمل عليهم نافع والعباس وأصحابهم فكفّوهم عنهم حتّى عاد أصحاب القرب إليهم فقالوا لهم : امضوا ، ووقفوا دونهم ، وتطارد الحجّاج وأصحابه مع أصحاب الحسين ، وجاء أصحاب القرب فأدخلوها على الحسين وأصحابه. وإنّما طعن نافع رجلا من أصحاب عمرو بن الحجّاج ، وانتقضت طعنته بعد ذلك فمات منها (٢) ، فهو أوّل جريح من القوم تلك الليلة.
زحف ابن سعد عصر التاسع :
عصر التاسع من المحرم صلّى ابن سعد العصر ثمّ نادى : يا خيل الله اركبي
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٤١٢ ، وفي الإرشاد ٢ : ٨٦.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٤١٢ وليس في الإرشاد.