رسول الله ... فاتّق الله! ثمّ التفتت إلى الصبي وهي ترضعه وقالت له : يا بني! والله لو كان عندي شيء لافتديتك به. وكان الصبيّ في حجرها وثديها في فمه ، فأخذ برجله وجذبه من حجرها وضرب به الحائط فانتثر دماغه على الأرض! ثمّ خرج من البيت ولكنّه اسودّ وجهه نصفيا ، وصار يضرب به المثل (١).
أعداد القتلى في الحرّة :
قال المسعودي : وكانت وقعة عظيمة ، قتل فيها خلق كثير من الناس ، من بني هاشم وسائر قريش والأنصار وغيرهم من سائر الناس. فممّن قتل من آل أبي طالب : اثنان : جعفر بن محمّد بن علي (ابن الحنفية) وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب (كذا! وهو وهم) ومن بني هاشم : الفضل بن العباس بن ربيعة ، وحمزة بن عبد الله بن نوفل ، والعباس بن عتبة بن أبي لهب. ومن سائر قريش بضع وتسعون رجلا ، ومثلهم من الأنصار ، ومن سائر الناس ممّن أدركه الإحصاء : أربعة آلاف (٢).
ويبدو أنّ أقدم قائمة بتسميتهم هي قائمة الليثي العصفري البصري (م ٢٤٠ ه) وهذا بدأ ببني هاشم وبدأ منهم بعبد الله بن جعفر كما مرّ ، وهو وهم ، ثمّ سمّى سائر قريش حتّى قال : فجميع من أصيب من قريش سبعة وتسعون رجلا ، ثمّ سمّى الأوس ثمّ الخزرج حتّى قال : فجميع من اصيب من الأنصار مئة وثلاثة وسبعون رجلا! وجميع من اصيب من قريش والأنصار : نحو ثلاثمئة رجل (٣) واكتفى بهذا.
__________________
(١) الإمامة والسياسة ١ : ٢١٥.
(٢) مروج الذهب ٣ : ٦٩ ـ ٧٠.
(٣) تاريخ ابن الخياط : ١٥٠ ـ ١٥٥.