قثم بن العباس فمات بها ثمّ دخل المدينة ثمّ ولّى معاوية مكانه أسلم بن زرعة ، فعاد سعيد إلى معاوية ثمّ إلى المدينة ومعه أسراء من أولاد ملوك السغد فوثبوا عليه وقتلوه ثمّ قتل بعضهم بعضا حتّى لم يبق منهم أحد (١).
خوارج بالكوفة والبصرة :
مرّ الخبر سابقا عن خروج المستورد بن علّفة مع بقايا خوارج النهروان على المغيرة الثقفي ، وظفر المغيرة بنحو مئة منهم فسجنهم ، فلما مات وقبل أن يستولي زياد خرجوا من سجن الكوفة سنة (٥٣).
وفي سنة (٥٨) بعد أن توالى على الكوفة بعد المغيرة زياد إلى (٥٣) وخليفته عبد الله بن خالد بن أسيد إلى (٥٦) والضحّاك بن قيس الفهري إلى (٥٨) ثمّ عبد الرحمن بن عبد الله الثقفي ابن أمّ الحكم أخت معاوية ، وبعد سنة من حكمه في الأول من ربيع الثاني تجمّعوا إلى حيّان بن ظبيان السلمي وبايعوه للخروج عليه فخرجوا إلى بانقيا ، فبعث إليهم جيشا فقتلوا جميعا. ثمّ طغى ابن أم الحكم فأساء السيرة فطرده أهل الكوفة فلحق بخاله معاوية فبعثه إلى مصر فردّه عنها معاوية بن حديج الكندي (٢).
وفي سنة (٥٦) حيث ولّى معاوية سعيد بن عثمان بن عفّان خراسان ، أعاد عبيد الله بن زياد إلى حكم أبيه على البصرة ، فاشتدّ بها على خوارجها منهم مرداس بن أديّة سجنه ، فاعترض أخوه عروة بن أدية على ابن زياد قال له : خمس كنّ في الأمم قبلنا صرن فينا ثلاثة منها في قوله سبحانه : (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٣٧. كلّ كذلك سنة (٥٧) وفي (٥٨) مات عبيد الله بن العباس بمكة ـ تاريخ خليفة : ١٣٩.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٣٠٩ ـ ٣١٢.