فقال عمر : فإنّي أفعل إن شاء الله (١)!
ولكنّه عاد إلى ابن زياد فقال له : أصلحك الله! إنّك ولّيتني هذا العمل وكتبت لي العهد وسمع الناس به ، فإن رأيت أن تنفّذ ذلك لي فافعل ، وابعث إلى الحسين في هذا الجيش من أشراف الكوفة من لست بأغنى ولا أجزى عنك في الحرب منه ، وسمّى له أناسا.
فقال ابن زياد : لا تعلّمني بأشراف أهل الكوفة ، ولست أستأمرك فيمن أريد أن أبعث! إن سرت بجندنا وإلّا فابعث إلينا بعهدنا! فلمّا رأى عمر أن ابن زياد قد لجّ في أمره ، قبل أن يسير بالجيش لحرب الحسين عليهالسلام.
وأبلغه ابن زياد نزول الإمام بكربلاء ، فأسرع السير بهم إليها حتّى نزل بها في الغد من نزول الحسين عليهالسلام في نينوى ، أي في يوم الجمعة الثالث من المحرم (٢).
ما الذي جاء بالإمام عليهالسلام :
مرّ الخبر عن كتابة جمع من المنافقين إلى الحسين عليهالسلام لمّا رأوا كثرة من
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٤٠٩ عن أبي مخنف ، ومقاتل الطالبيين : ٧٤ كذلك.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٤١٠ عن عوانة بن الحكم ، وكذلك ذكر العدد الإرشاد ٢ : ٨٤ ، فهؤلاء مع الألف مع الحرّ خمسة آلاف. ونقل عن مقتل محمد بن أبي طالب : أنّه كان مع ابن سعد تسعة آلاف ، ثمّ أمدّه ابن زياد بيزيد بن ركاب الكلبي في ألفين ، وبالحصين بن تميم السكوني التميمي في أربعة آلاف ، وبنصر بن فلان (!) في ألفين ، وبفلان المازني (!) في ثلاثة آلاف ، فتمّوا عشرين ألفا.
وروى الصدوق في أماليه : ١٧٧ الحديث ١٧٩ المسألة ٢٤ الحديث ٣ : بسنده عن الصادق عليهالسلام أنّه قال الحسن للحسين عليهالسلام يوما : «لا يوم كيومك يا أبا عبد الله! يزدلف إليك ثلاثون ألف رجل .. يجتمعون على قتلك».