حتّى انتهوا إلى جبّانة اثير ، فوقف فيها ونادى أصحابه بشعارهم ، وكان فيها على الخيل سويد بن عبد الرحمن المنقري التميمي ، فبلغه مكانهم فسار بجمعه إليهم ، فلم يشعر ابن الأشتر إلّا وهم معه في الجبّانة ، فلمّا رأى ابن الأشتر ذلك قال لأصحابه : يا شرطة الله! انزلوا ، فإنّكم أولى بالنصر من الله من هؤلاء الفساق الذين خاضوا في دماء «أهل بيت» رسول الله صلىاللهعليهوآله. ثمّ شدّ إبراهيم عليهم بأصحابه فضربوهم حتّى أخرجوهم إلى الصحراء منهزمين يركب بعضهم بعضا! ولم يزل يهزمهم حتّى أدخلهم كناسة الكوفة. ثمّ قال لأصحابه : سيروا بنا إلى صاحبنا حتّى نكون على علم من أمره فإنّي لا آمن أن يؤتى ، وحتّى يؤمن الله وحشته بنا ويزداد هو وأصحابه بصيرة وقوّة إلى قواهم وبصيرتهم ، ويعلم هو أيضا ما كان من عنائنا.
ثمّ أقبل إبراهيم حتّى مرّ بمسجد الأشعث الكندي ثمّ مضى حتّى وصل إلى دار المختار (١).
أوائل قتال المختار :
استجاب لشعار المختار من أنصاره أحمر بن شميط الأحمسي ويزيد بن أنس الأسدي في جموع ممّن بايعه. وجاءه من قبل السبخة شبث بن ربعي اليربوعي التميمي ، فعبّأ المختار له يزيد بن أنس الأسدي ، وجاءه حجّار بن أبجر العجلي فجعل المختار في وجهه أحمر بن شميط الأحمسي ، فبينما هم كذلك وإذا بإبراهيم جاءهم من قبل دار الإمارة ، فبلغ أصحاب الحجّار أنّ إبراهيم جاءهم من ورائهم فتفرّقوا في الأزقّة والسكك ، وجاء قيس بن طهفة النهدي من أصحاب المختار في مئة رجل منهم فحمل على أصحاب شبث بن ربعي حتّى خلّوا لهم
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ٢١ ـ ٢٢ عن أبي مخنف.