والحجّاج إنّما قتله بإرسال الوليد إيّاه إليه لذلك كما مرّ خبره ، فلو كان قتله لا لائتمامه بعلي بن الحسين عليهالسلام ، فلا بعد فيما جاء أنّ الوليد سمّ الإمام عليهالسلام (١).
ولم يأت فيما رواه الكليني عن الحميري بسنده عن الصادق عليهالسلام قال : عاش عليّ بن الحسين بعد الحسين عليهماالسلام خمسا وثلاثين سنة ، وقبض وهو ابن سبع وخمسين سنة في عام خمس وتسعين (٢).
وقال المسعودي : في سنة (٩٥) قبض عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، في ملك الوليد .. وهو ابن سبع وخمسين سنة ، وهو السجّاد وذو الثفنات وزين العابدين ، ودفن بالمدينة في بقيع الغرقد مع عمّه الحسن بن علي. وكلّ عقب الحسين من عليّ هذا (٣).
وقال ابن الوردي : في سنة (٩٤) وقيل (٩٥) توفّى عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب. الذي سلم من القتل ؛ لأنّه كان مريضا على الفراش (لا لصغره) وكان كثير العبادة ، ولهذا سمّي زين العابدين. توفّي في المدينة ودفن بالبقيع ، وعمره ثمان وخمسون سنة (٤).
وصاياه الأخيرة وصدقة السرّ :
روى ابن الصبّاغ المالكي قال : دخل جماعة على عليّ بن الحسين عليهالسلام عائدين له ، فقالوا له : كيف أصبحت يابن رسول الله فدتك أنفسنا؟ قال : في عافية ، والله المحمود على ذلك. ثمّ قال لهم : كيف أصبحتم أنتم جميعا؟ قالوا :
__________________
(١) عن الصدوق في مناقب الحلبي ٤ : ١٨٩ ، وفي دلائل الإمامة : ٨٠.
(٢) اصول الكافي ١ : ٤٦٨ ، الباب ١١٧ ، الحديث ٦.
(٣) مروج الذهب ٣ : ١٦٠. فهو مصداق وعد الله (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ).
(٤) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٧١. وراجع حوادث عصر عاشوراء فهناك المزيد.