حتّى أحاط بداره مع أنصاره ومنهم عبيد الله بن ناجية الشّبامي ، فخرج مرّة إليهم راكبا جواده وبيده رمحه وطعن بها الشبّامي فضربه ابن كامل بسيفه على يده اليسرى فجرح ولكنّه أفلت ولحق بمصعب بالبصرة وشلّت يده (١).
وقاتل عبد الله بن مسلم :
وكان زيد بن رقاد الجنبي رمى عبد الله بن مسلم بن عقيل بسهم فأثبت كفّه على جبهته ، فنادى اللهمّ إنّهم استقلّونا واستذلّونا! اللهمّ فاقتلهم كما قتلونا! وأذلّهم كما استذلّونا! فرماه زيد بسهم آخر فقتله ، فكان يقول : جئته ميّتا فلم أزل أنضنض سهمي من جبهته حتّى نزعته منها وبقي نصله فيها ما قدرت على نزعه! فبعث المختار إليه عبد الله الشاكري ، فلمّا أتاه ابن كامل داره أحاط بها برجاله واقتحموا عليه فخرج عليهم بسيفه فقال ابن كامل : بالنبال والحجارة ، فرموه بها ، فسقط ، فقال ابن كامل : فإن كان حيّا فأحرقوه ، وكان حيّا فأحرقوه حيّا (٢).
صدمات الصدّائي والمختار :
وكان عمرو بن صبيح الصدّائي يقر أنّه طعن فيهم وجرح دون أن يقتل أحدا منهم ، وكان ينام الليل على سطح داره ويضع سيفه تحت رأسه ، وبعد ما هدأت العيون صعد إليه عيون المختار فأخذوه وسيفه وجاءوا به إلى المختار فحبسه ، فلمّا أصبح قال : ليدخل من شاء أن يدخل ، فدخل الناس ، فأمر به فجيء به مقيّدا وأوقف إلى جنب ابن كامل الشاكري ، وكأنّه أطلقت يده فرفع يده ولطم
__________________
(١ و ٢) تاريخ الطبري ٦ : ٦٤ عن أبي مخنف.