وقدّم المختار أمامه يزيد بن أنس الأسدي في تسعمئة إلى موضع مسجد شبث (١).
نكسة الشيباني :
قال الصيقل : توجّه نعيم بن هبيرة الشيباني ومعه سعر الحنفي التميمي وأنا معهم إلى شبث بن ربعي التميمي ، فجعل الشيباني الحنفي التميمي على الخيل ومشى هو بالرجّالة ، فقاتل الأشعث ومن معه قتالا شديدا حتّى أشرقت الشمس وانبسطت فهزمهم ، ثمّ نادى شبث بن ربعي أصحابه : يا حماة السوء! بئس فرسان الحقائق أنتم! أمن «عبيدكم» تهربون! فآبت إليه جماعة منهم فشدّ بهم على نعيم الشيباني وصبر هذا له فقتل ، وانهزم أصحابه وتفرّقوا ، واسر منهم سعر الحنفي وخليد مولى ابن محدوج والراوي الصيقل.
قال الصيقل : وكان خليد مولى ابن محدوج وسيما جسيما وكان قد اعتق فكان يبيع إداما من السمك يسمّى الصحنا ، فلما احضر عند شبث قال له : يابن (كذا) كان جزاء من أعتقك أن تعدو بسيفك عليه تضرب رقابه! اضربوا عنقه! فقتل.
قال الصيقل : ورأى الرّبعي التميمي سعرا الحنفي التميمي في الأسرى فعرفه فناداه : أنت أخو بني حنيفة (من تميم)؟! قال : نعم ، قال : ويحك قبّح الله رأيك! ما أردت من اتّباعك هؤلاء «السبائية» (٢) دعوا هذا. فتركوه. قال الصيقل : فقلت في نفسي : قتل المولى وترك العربي ، فلو عرفني أنّي مولى قتلني.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ٢٤ ، والصيقل أبو سعيد من الموالي بالكوفة.
(٢) لعلّ هذا أقدم خبر جاءت فيه هذه النسبة «السبائية» تعييرا بالتهالك في حبّ عليّ وأبنائه.