ثمّ دعا النخعي بفرسه فركبه وأخذ يمرّ على أصحاب الرايات يرغّبهم في الجهاد ويحرّضهم على القتال يقول :
يا أنصار الدين وشرطة الله و «شيعة الحق» هذا عبيد الله بن مرجانة قاتل الحسين بن علي ابن فاطمة بنت رسول الله ، حال بينه وبين أبنائه ونسائه و «شيعته» وبين ماء الفرات أن يشربوا منه وهم ينظرون إليه ... ومنعه أن ينصرف إلى أهله ورحله ، ومنعه الذهاب في الأرض العريضة حتّى قتله وقتل أهل بيته! فو الله ما عمل فرعون بنجباء بني إسرائيل ما عمل ابن مرجانة بأهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآله «الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا» قد جاءكم الله به وجاءه بكم ، فو الله إنّي لأرجو أن لا يكون جمع الله بينكم وبينه في هذا الموطن إلّا ليشفي صدوركم بسفك دمه على أيديكم. فقد علم الله أنّكم خرجتم غضبا «لأهل بيت نبيّكم» ثمّ رجع حتّى نزل تحت رايته (١).
وقعة نهر الخازر بالموصل :
قال الصيقل : جعل ابن زياد على ميمنته الحصين بن نمير السكوني ، وعلى ميسرته عمير بن الحباب السلمي (كما قال من قبل) وعلى الخيل شرحبيل بن ذي الكلاع ، وأخذ هو يمشي في الرجّالة.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ٨٧ ـ ٨٨ عن الكلبي عن أبي مخنف عن المولى أبي سعيد الصيقل عن إبراهيم النخعي ، وجاء فيه : ومنعه أن يذهب إلى ابن عمّه [يزيد] فيصالحه! هذا وقد نقل الطبري عن الكلبي عن أبي مخنف عن عقبة بن سمعان غلام الإمام الحسين عليهالسلام ينفي وينكر هذا الكلام عن الحسين عليهالسلام أشدّ النفي والإنكار ، وأنّه إنّما هو ممّا تقوّل به الناس تقوّلا بالظنون ورجما بالغيب ، فيعلم أنّ هذا كان قد انطلى على النخعيّ ومخاطبيه من الكوفيين ، وكأنه يبرّئ يزيد عن إرادة قتل الإمام عليهالسلام!