وحيث بعث سنان بن أنس النخعي الهمداني مع خوليّ بن يزيد الأصبحي الهمداني برأس الإمام عليهالسلام إلى ابن سعد ، سرّحه ابن سعد من يومه ذلك إلى ابن زياد وسرّح معه حميد بن زياد الأزدي (١) وقال : سرّحني لأبشر أهله بعافيته وبفتح الله عليه (٢)!
حمل الرؤوس وعيال الإمام إلى الكوفة :
وأقام ابن سعد يومه ذلك والغد (٣) إلى زوال الشمس (٤) حتّى صلّى على من قتل من أصحابه ودفنوهم. وقطفت رؤوس الباقين من أصحاب الحسين وأهل بيته فكانت اثنين وسبعين رأسا (٥).
وتقاسمت القبائل الرؤوس وفقا لمن برز منهم وقاتل وقتل ، وكانت هوازن
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٤٥٥ عن أبي مخنف وقال : فأقبل خوليّ إلى دار القصر فوجد بابه مغلقا ، فعاد إلى منزله. وكانت امرأته النوّار ابنة مالك الحضرمي قالت : فقلت له : ما عندك؟ فقال : جئتك بغنى الدهر! هذا رأس الحسين! ووضعه تحت اجّانة في الدار. فقلت : ويلك جاء الناس بالذهب والفضة وجئت برأس ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله؟! لا والله لا يجمع رأسي ورأسك بيت أبدا! وخرجت إلى الدار فو الله ما زلت أنظر إلى نور يسطع مثل العمود من السماء إلى الأجانة! ورأيت طيرا بيضا ترفرف حولها! وفي الإرشاد أصل الخبر بدون الذيل ٢ : ١١٣.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٤٥٦ ، وفي الإرشاد ٢ : ١١٣ : كونه مع خولي الأصبحي فقط.
(٣) تاريخ الطبري ٥ : ٤٥٥ عن الكلبي أو أبي مخنف.
(٤) الإرشاد ٢ : ١١٤.
(٥) تاريخ الطبري ٥ : ٤٥٦ عن أبي مخنف ، وفي الإرشاد ٢ : ١١٣ : وأمر بالرؤوس ... فنظّفت! تصحيفا.