فخرج حوشب بالمئة معه إلى قصر الأشعث فأحاطوا به وهم يرون أنّه فيه ، وهو قد خرج منه إلى مصعب بالبصرة ، فلمّا دخلوا القصر علموا أنّه قد فاتهم ، فانصرفوا إلى المختار ، فبعث من هدم الدار وحمل أنقاضها فبنى بها دار حجر بن عديّ الكندي (١).
فلمّا قدم على مصعب أكرمه وأدناه لشرفه ، فأخذ يستحثّه على الخروج على المختار.
ولحق به شبث بن ربعي اليربوعي التميمي وقد شقّ قباءه وقطع طرف أذن بغلته وذيلها حتّى وقف على باب مصعب وهو ينادي : يا غوثاه يا غوثاه!
فدخل بوّاب مصعب عليه وقال له : إنّ بالباب رجلا مشقوق القباء من صفته كذا وكذا وينادي : يا غوثاه يا غوثاه! فقال مصعب : لم يكن ليفعل هذا غير شبث بن ربعي فأدخلوه.
ثمّ اجتمع أشراف الكوفة فجاءوه حتّى دخلوا عليه فأخبروه بما اجتمعوا له وشكوا إليه ما أصيبوا به من وثوب عبيدهم ومواليهم عليهم مع المختار وسألوه المسير معهم إلى المختار والنصر لهم (٢).
وعبيد الله بن علي عليهالسلام :
كان مسعود بن عمرو من بني نهشل من دارم من تميم ، وقد تزوّج عليّ عليهالسلام ابنته ليلى ، فكان له منها عبيد الله (٣) فروى الراوندي عن الباقر عليهالسلام اعتراضا له على وصيّة أبيه بطاعة الحسن عليهالسلام (٤) ثمّ كان من المتخلّفين عن أخيه الحسين عليهالسلام.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ٦٦.
(٢) تاريخ الطبري ٦ : ٩٤ عن أبي مخنف.
(٣) تاريخ أهل البيت : ٩٥.
(٤) الخرائج والجرائح ١ : ١٨٣.